الأربعاء، 26 يوليو 2017

مرافعة إتهام من قيادي سابق في حزب المؤتمر السوداني ضد الحزب!

حزب المؤتمر السوداني المعارض في السودان كان إلى عهد قريب يساوره اعتقاد انه حزب كبير و مؤثر، وكانت قيادة الحزب يحيط بها وهم كبير بأنها قادرة على إحداث اختراق في الساحة السياسية السودانية ولكن كما رأينا بالنسبة للكثير من مثل هذه الاحزاب التى تتحاشى اختبارات الواقع، ولا تصمد أمام حقائقه الصادمة فإن حزب المؤتمر السوداني يعاني حالياً الأمرّين.
ولكن المجال لا يتسع هنا لإيراد كل مثالب الحزب، ومصائبه، فقط نكتفي بجانب نعتبره بسيط يكشف عن عمق أزمة الحزب، إذ أن للكل تابع استقالة رئيس فرعية الحزب المدعو (ابراهيم محمد الطاهر) الشهير بـ(الكسمبر) قبل ايام ، فالرجل قدم استقالته من الحزب وكان يمكن اعتبار الأمر عادياً ومن الطبيعي ان يحدث في أي حزب خاصة حزب مثل حزب المؤتمر السوداني المتداخل في بنائه السياسي مع أحزاب وقوى أخرى.
 الكسمبر أورد في حيثيات (استقالته وجود ما وصفها بـ التحرشات و تسريب المعلومات)، ناعياً على قيادة الحزب عدم فتح تحقيق و (الذهاب فيه بعيداً جداً) على حد تعبيره ثم يضيف الرجل بتعبير يتقطر مرارة (كان بإمكاني أن افتح النار في جميع الاتجاهات وأعتقد أنني لست الشجاع الوحيد في هذا الحزب، كما أني لست أذكى منكم، بالتالي سأغادر هذا الحزب على أمل أن أعود أو نلتقي في زمان إنصلح فيه الحال وتم تنظيف الحزب).
 يا للهول، حزب المؤتمر السوداني المترع بـ(التنظيف)! ثم يصل الرجل إلى النقطة الحرجة في حيثيات استقالته ليوضح فداحة الأوضاع في الحزب اذ يقول (أنصحكم بفحص أمناء الأمانات الحاليين وأعضاؤهم)!
ترك الرجل الأمر هكذا على إطلاقه، الأمر الذي يستفاد منه إن (أمناء الأمانات وأعضاؤهم) في الحزب -جميعاً- في حاجلة إلى عملية فحص! وغالباً في مثل هذه الحالات إن هؤلاء الأمناء (غير أمناء) على الأقل للحزب ومن ثم لك أن تتصور عزيزنا القارئ حزب معارض يدعي البطولات في حاجة إلى فحص أمناء أماناته!
ثم يورد الكسمبر نصيحة أخرى اكبر من أختها السابقة و يوصي بضرورة (مراجعة الحزب بولاية الخرطوم (جيدا) فهو يضم في طياته (لصوص) و (أمنجية) و (شيوعي واحد او شيوعية) ! يكاد الرجل يفصح عن ماهية الحزب فهو علاوة على ألا أمناء لأماناته فإن فيه لصوص وأمنجية وشيوعيين!
ثم يرمي في آخر حيثية بنصيحة مضحكة ومبكية عامة (عدم قبول طلبات العضوية ساي والتدقيق في الفحص)! هكذا لخص الرجل قصد أم لم يقصد، فاجعة حزب المؤتمر السوداني، فهو حزب لا ضوابط له ،لا أمانه له ولا أمناء له ويعج باللصوص! وعبارة اللصوص هذه تكفي، لا تحتاج للمزيد، فيا ترى هل كانت استقالة رئيس فرعية الحزب مجرد استقالة أم مرافعة اتهام مماثلة لمرافعات وكلاء النيابات في المحاكم حين يطالبون (بتوقيع أقصى العقوبات على المتهم) ثم يطالب هيئة المحكمة بإصرار (بألاّ تأخذكم به شفقة أو رحمة )!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق