الخميس، 25 مايو 2017

لماذا فشل الحزب الشيوعي في رأب صدع قطاع الشمال؟

الحزب الشيوعي السوداني يمكن اعتباره الخاسر الأوحد في كل مجريات الساحة السياسية السودانية الآن. رفض مشروع الحوار الوطني بحيثيات غير موضوعية فأصبح بعيداً جداً عن نبض المواطنين ولم يعد بإمكانه التشدق بمزاعم النضال، ذك ان السودانيين -من خلال مشروع الحوار الوطني- استطاعوا ان يميزوا بذكائهم المعهود من هو حريص على مصالحهم ومستعد للعمل السياسي المتجرد، ومن هو منغمس في هواه السياسي الخاص الطامح في ان يطبق رؤيته الأيدلوجية البالية.
تضاعفت خسارة الحزب الشيوعي السوداني -متزامنة مع تنفيذ مخرجات الحوار الوطني- حينما اختل توازن الحركة الشعبية قطاع الشمال، و اصبح ياسر عرمان (طرزانها) داخل الحركة شخصية غير مرغوب فيها! ولعل الأمر المثير للدهشة أن الحزب الشيوعي السوداني بذل ما بذل من جهود -سراً وجهراً- لإعادة رتق جسد الحركة الشعبية ولكنه كما كان محتماً فشل!
ومع ان أسباب فشل وساطة الحزب الشيوعي في رأب صدع الحركة معروفة إلا أننا لا بأس من أن نتناولها هنا بشيء من التفصيل. أولاً، الحزب الشيوعي السوداني غير مؤهل تنظيمياً لاعطاء القدوة و إسداء النصح السياسي، هذه حقيقة لم تعد محل جدال، فطوال فترة سكرتيره الحالي تم فصل العشرات من قيادات الصف الاول أمثال الشفيع خضر و الأطباء الشيوعيين بأسباب غير موضوعية فإذا كان الحزب -بهذه الأخلاق التنظيمية غير السوية- فكيف يكون بإمكانه دعوة الآخرين للتحلي بالأخلاق التنظيمية؟ من المؤكد إن (فاقد الشيء لا يعطيه)!
 ثانياً، عرمان نفسه شخص مثيرة للريبة وتوجهاته السياسية وعلاقاته كلها مريبة ومن المؤكد ان قادة الحركة خاصة مجلس النوبة أدركوا -بالدليل- حقيقة عرمان و لم يعودوا في موقف يتيح لهم مجاملة عرمان ويكفي في هذا الصدد ما وصفه الحلو بـ(الغموض) الذي يتبدى له حيال تصرفات عقار وعرمان. إذن من المؤكد ان الحلو رأى ما رأى من تصرفات الرجلين التى أوصلته إلى نهاية الطريق.
ثالثاً، الحزب الشيوعي السودانية على مستوى الساحة السياسية السودانية لم يعد فاعلاً، وفقد هيبته التاريخية المصطنعة منذ ان فاجأت السلطات السودانية زعيمه الراحل نقد وهو في (مخبئه الآمن)!
 منذ تلك اللحظة انفرط عقد الهيبة المزعومة للحزب، و تبعثرت أسراره، وتعطلت مفاصله ولم يعد يجيد العمل السري، فشل في تحريك الشارع، غائب عن المشهد العام، بل حتى في قوى الإجماع الوطني لم يكن مؤثراً؛ إذن ما الذي يجعل الحركة الشعبية (تحترم) حزب عجوز شاخت كل أفكاره ورجاله و اصبح بالكاد يمشي في الطرقات ويأكل الطعام و يمر في الأسواق!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق