الثلاثاء، 23 مايو 2017

قوات الدعم السريع ودواعيها الاستراتيجية المهمة!

إذا كان في السابق بإمكان أي مجموعة مناطقية ناقمة أن تبتدر مشروعاً عسكرياً مسلحاً، تهاجم ا لقوى ، تروع الآمنين، تطلق شعارات و تحوز صيتاً دولياً، ولا تستحي فتفتح لباب لدخول منظمات أجنبية مشبوهة و قوات دولية تصبح عبئاً على الدولة والمواطنين، وتضع جزءاً مهماً من ملف البلاد المتعلق بأمنها القومي على منضدة مجلس الأمن الدولي الذي يطلق القرار تلو القرار، مخترقاً السيادة الوطنية للدولة ثم يصبح لحم الدولة نهباً للكلاب الدولية الضالة تنهش فيه حتى العظم. أوليس من المطلوب ولو لمقتضيات الأمن القومي وصيانة السيادة الوطنية وضع حد لهذه المهزلة التى لعبت بالسودان كما تلعب ريح الشتاء القارس بأوراق الشجر وتبعثرها؟
لا شك ان أي وطني عاقل و مهما كانت حدة حنقه و معارضته للسلطة الحاكمة، يأبى هذا المسلك هو مسلك خال من الشرف الوطني والنبل السياسي المنسوج من خيوط التقاليد والاخلاق والسودانية الحريرية الغالية. ومن هنا تأتي أهمية نشوء و ميلاد (قوات الدعم السريع) وهي قوات نشأت خصيصاً لوضع هذا الفاصل السيادي الوطني الشديد القداسة، وكأمر طبيعي ففي بداية نشأتها واجهت نقداً، و إمتعاضاَ، لا لشيء سوى أنها كانت قد خرجت للتو كترياق مضاد لهذا العبث.
قوات الدعم السريع اكتسبت دربة وخبرة قتالية أهلتها بجدارة لوضع حد للمعمل المسلح الذي أساء للوطنية السودانية و مدر سمعة الدولة السودانية و جعلها على لسان أعدائها في المحافل الدولية.
قوات الدعم السريع هي التى أنهت تماماً هجمات الحركات المسلحة في دارفور. وصلت إليها في مكامنها، لاحقتها في وديانها و فيافيها، وأنزلت حركة عبد الواحد -بذل و مهانة- من قمم وسفوح جبل مرة، غاصت في أحشاء حركة عبد  الواحد حتى صرخ عبد الواحد، و فقد أكثر من ثلثي مقاتليه! حركة مناوي كانت أول من هربت إلى دولة الجنوب ثم إلى ليبيا!
كانت قد ذاقت ما ذاقت من ويلات الدعم السريع حتى قيل -وهذا موثق- ان حوالي 70% من جنود مناوي أصيبوا باضطرابات نفسية جراء ضربات الدعم السريع المباغتة المؤلمة المغيبة للوعي والإدراك. أما حركة جبريل ابراهيم فقد انفصلت عظام ظهرها عن لحمها في قوز دنقو (ابريل 2015) حتى تصايح جندها تصايح الناحبين والثكالى وعايرتهم الحركة الشعبية لاحقاً بأنهم (ولولوا ولولة النساء)!
الحركة الشعبية قطاع الشمال مؤخراً التزمت الصمت لأنها علمت ان (شماتتها) في حركات دارفور ربما أوردتها ذات المورد و الأكثر فزعاً الآن بالنسبة للحركة الشعبية إدراكها لحد اليقين إن المواجهة المفزعة مع قوات الدعم السريع آتية لا محالة وأنها مسألة وقت وان النتيجة مرعبة، لهذا طلبت وما تزال تلح في الطلب على جوبا بمدها بالسلاح و المضادات الأرضية، وهي لا تدرك ان قوات الدعم السريع قريبة جداً من قصبتها الهوائية و الانقضاض عليها بوثبة واحدة لا غير!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق