الثلاثاء، 23 مايو 2017

مخطط مكشوف

لا يخفى على أحد الهدف الذي تسعى اليه حركات التمرد في دارفور من العملية الأخيرة في ولاية شرق دارفور ومحاولاتها لإشعال الحريق مرة أخرى في هذه المنطقة، فالهدف الرئيس هو إعادة الحرب والخراب إلى ولايات دارفور وإحداث ربكة في المجال الدولي مع اقتراب المهلة الأمريكية لرفع العقوبات بشكل كلي، ومعالجة الموضوعات والقضايا التي كانت تقف عقبة أمام اندماج السودان مرة أخرى في المجتمع الدولي، وإعفاء الدين الخارجي وتسريع تطبيع العلاقات مع أطراف دولية ظلت تتوجس خيفة من أي تقارب لها مع الخرطوم في ظل حالة اللاحرب واللاسلم التي كانت في الفترات الماضية .
نحن نعلم أن أطرافاً إقليمية ودولية تدعم الحركات المتمردة في دارفور وتعمل على إعادة تأجيج النزاع والصراع، ووقف الخطوات المتسارعة لإعلان دارفور منطقة آمنة، والتعجيل بخروج قوات اليوناميد وفقاً للاستراتيجية التي أعدتها الحكومة قبل ثلاث سنوات أو تزيد .
ما جرى في شرق دارفور أمس، تطورات ذات ثلاثة أبعاد، فهناك قوى إقليمية ودولية دفعت الحركات المتمردة إلى تنفيد عملية ذات فرقعة إعلامية للتدليل على أن الأوضاع في دارفور لم تُزل هشة وهناك حاجة للتركيز من المجتمع الدولي ولفت انتباهه مرة أخرى وعدم إعطاء السودان شهادة اعتراف لهدوء الوضع، ومرمى آخر سعت إليه الحركات هو الإعلام عن نفسها بعد لقاء ألمانيا الأخير بين الحكومة وحركة العدل والمساواة وحركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي، فمعلوم أن هاتين الحركتين لا وجود لهما في دارفور، وكل ما عندهما هو القتال في صف الجنرال خليفة حفتر في ليبيا كمرتزقة أو القتال مع حكومة جنوب السودان ضد معارضيها، وكعملاء لعدة أطراف، يجري استخدام هذه الحركات لتحقيق أغراض سياسية لصالح حكومات في الجوار تريد إغراق السودان في دوامة الدم والعنف وتحاول الانتقام من الحكومة لمواقفها الأخيرة في قضايا إقليمية وشؤون داخلية وخلافات ثنائية، ولا بد لنا أن نذكر أن معلومات راجت أخيراً عن قيام دولة في جوار السودان بتقديم دعم كبير من الأسلحة والعتاد الحربي لصالح حركات دارفور عن طريق دولة جوار أخرى توجد فيها قوات الحركات .
فإذا كانت الأهداف معلومة وواضحة، فإن واجب الدولة والقوات المسلحة وقوات الدعم السريع هو الحسم الفوري لفلول هذه الحركات ومنع تمدد الحرب وانتقالها لأجزاء أخرى من ولايات دارفور، وقبر هذه التحركات في مهدها .
وكثيراً ما قلنا إن الحكومة واجبها ان تتحرك فوراً لمحاصرة اي اثر سياسي محتمل لهذه الأحداث ومنع انعكاساته السالبة في الخارج، فالأوضاع في الداخل لا تحتمل أية تعقيدات جديدة بعد إحساس الشعب بالأمل والتطلع لمستقبل أفضل وواقع أحسن ونهاية لأزمنة الحرب والدمار والخراب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق