الثلاثاء، 23 مايو 2017

بتوقيع “السيسي.. حفتر.. سلفاكير”

أياد داخلية وخارجية وراء عودة نشاط الحركات المسلحة ومليشيات التمرد في دارفور.. أما الأيادي الداخلية فلا خيل عندها تهديها للحركات المسلحة ولا مال.. فقط هي تدعمهم بلسانها وربما بقلبها.. لكن ليبيا حفتر وسلفاكير يوقعون بأقلام حمراء في هذا الهجوم.
وحتى لا نكون (داقسين) أو نسمى ونوصف بهذا الوصف فإن توقيعات أخرى بالحبر السري تبدو واضحة جداً ولا تحتاج إلى تفكير أو تحليل عميق..
لا يمكن أن نهمل زيارة الفريق محمود حجازي رئيس أركان الجيش المصري ولقاءه بالمشير حفتر قبل أيام.. والتنسيق الأمني المتطور بين مصر وليبيا.
نعم هناك قضايا تخص حدود البلدين مصر وليبيا.. وقضايا أمنية وتنظيمات إرهابية تهدد البلدين لكن في نفس الوقت من حق السودان أن يتوقف كثيراً عند شبهة الدعم أو على الأقل التحريض لتسخين الميدان في دارفور.
هجوم الحركات المتمردة المتزامن من ليبيا ودولة جنوب السودان لشمال وشرق دارفور، يهدف بشكل واضح جداً لإجهاض ما تحقق من سلام واستقرار في دارفور، في وقت لا يمكن أن نصف فيه واقع العلاقات بين مصر والسودان بأنها على ما يرام إن لم نتحدث بلسان متيقن من أن توتر العلاقات وهواجس سد النهضة وإصرار السودان على المتابعة في ملف حلايب كل هذه المعطيات قد تجعل مصر تبحث عن أوراق ضغط وابتزاز تمارس بها أفعالا مزعجة للسودان بطريق غير مباشر.
إنها حروب الوكالة التي يلجأ إليها من يجد ظرفاً متاحاً أمامه يغنيه كثيراً عن المواجهة المباشرة.. هي أساليب غير حميدة وغير حكيمة أيضاً لأن هذا التحليل لو صدق فإن مصر ستخسر كثيراً فحروب الوكالة ليست حصراً عليها كما أن الفرص متاحة هنا وهناك .
ليبيا كذلك وجنوب السودان.. جميعها دول جوار حدودي وجميعها تواجه أزمات أمنية داخلية، وكان من المفترض أن يتجه تفكيرها نحو تطوير علاقاتها مع الجيران ومع السودان تحديداً وإخلاص النوايا في ذلك.
السودان ظل يبعد نفسه تماماً عن الخوض في قضايا هؤلاء الجيران بالذات، لأن هناك وساوس تسيء الظن وتسيء تفسير أي دور إيجابي يحاول السودان تقديمه للمساهمة في استقرار هذه الدول المأزومة.
وهذا الأمر لا يحتاج فيه السودان الآن لإثباتات ودلائل أو قسم مغلظ.. فهو الأمر الطبيعي خاصة وأن هناك عينا دولية راصدة بدقة لسلوك الحكومة السودانية خلال الفترة الماضية التي يأمل بعدها السودان الخروج نهائياً من دوائر الاشتباه والاتهام والعقوبات العبثية التي ظلت القوى الدولية تضعه فيها.
أعتقد أن محاولة استفزاز السودان وجره نحو حماقات تبدد الوقت وتشوه السمعة هي محاولات فاشلة تماماً.. فالسودان الآن دولة لها التزامات إقليمية مع تحالفات كبيرة بحجم التحالف العربي الخليجي الذي تقوده المملكة العربية السعودية وما كان له ليدخل ضمن دول هذه التحالفات الإقليمية العربية ذات التنسيق الدولي لو لم يكن موثوق النية بالنسبة لهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق