الأربعاء، 24 مايو 2017

تساؤلات عن زيارة الجنرال المصري لطبرق وإجابات في الميدان

لم يكن الاربعاء 17 من مايو الجاري يوما عاديا في ليبيا المثقلة بجراحات القتال فقد زارها ضيف ذو مهمة خاصة هو الفريق محمود حجازي رئيس أركان الجيش المصري والتقي بقائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر في شرق ليبيا فى أول زيارة من نوعها منذ سنوات مضت. هذه الزيارة دون التفات اعلامي محلي من السودان الذي يعلم جيدا الدعم المصري المعلن لحفتر وهو زعيم ليبي استعان بقوات حركات دارفور في حربه هناك لكن معلومة صغيرة قفزت مساء السبت الماضي اي بعد اربعة ايام من لقاء «حجازي ـ حفتر» تتحدث عن ان مصر دعمت الهجوم بالاسلحة والسيارات المصفحة واشارت المعلومات التي تدفقت عقب احداث شمال وشرق دارفور بأن مصر قدمت معلومات عن تحركات قوات الدعم السريع من الخرطوم الى دارفور وانها رفضت طلبا من حركة مناوي بتمركز قوات الحركة قرب الحدود المصرية حتي يتم تزويدها بالوقود وايجاد مواقع آمنة حال الانسحاب من المعركة. تلك المعلومات المح اليها دكتور امين حسن عمر امس الاول واعلنها صراحة أمس رئيس الجمهورية المشير عمر حسن احمد البشير ويعضد بذلك حديثه بقناة الجزيره بأن مصر سددت طعنة للسودان باحتلالها لحلايب عندما كان الجيش السوداني منشغلا بحروبه مع متمردي الجنوب وها هي الآن تكرر سيناريو الغدر والخيانة لتزويدها للمتمردين بالاسلحه والعتاد.
اتهام صريح
اتهم الرئيس عمر البشير، رسمياً مصر بالتورط في دعم الهجوم الأخير الذي شنته حركات متمردة على مناطق في ولايتي شمال وشرق إقليم دارفور الواقع غربي البلاد، وتم دحره من قبل قوات الجيش والدعم السريع.
وقال البشير خلال مخاطبته احتفالاً للجنود المتقاعدين من القوات المسلحة في القيادة العامة للجيش بالعاصمة الخرطوم، أمس، إن القوات المهاجمة انطلقت من دولتي جنوب السودان وليبيا وشاركت فيها مدرعات مصرية، وعبر عن أسفه الشديد للتدخل المصري في الشأن الداخلي السوداني من خلال دعم التمرد.
وأوضح أن مصر لم تقدم دعماً للجيش السوداني طيلة سنوات حربه للتمرد في جنوب السودان بحجة أنه شأن داخلي.
وأضاف «حاربنا في الجنوب عشرين عاماً ولم تدعمنا مصر بطلقة واحدة بحجة أن ما يجري في السودان وقتها شأن داخلي».
غش مصري
ونوه البشير إلى أن بلاده اشترت مرة واحدة ذخائر من مصر وكانت ذخائر فاسدة، وأشار إلى الدعم الذي قدمته القوات المسلحة السودانية لمصر منذ حرب الاستنزاف وحتى نصر أكتوبر.
وأكد البشير قدرة القوات المسلحة السودانية على حسم أي هجوم أو اعتداء على السودان داخلياً أو خارجياً.
اشادة بالقوات المسلحة
وأشاد بالانتصارات التي حققتها القوات المسلحة في دارفور، مؤكداً استقرار الأوضاع الأمنية في السودان وأشار إلى أن «القوات المسلحة السودانية ظلت الدرع الحصين لأهل السودان جميعاً».
وقال «الدول من حولنا تنهار والجيوش تنهار، لكن القوات المسلحة رغم الكيد والتآمر ظلت صامدة».
واعتبر أن الجيش السوداني حقق «انتصاراً مدهشاً، وخلال يومين دحر مؤامرة كبيرة للمتمردين الذين دخلوا إلى إقليم دارفور عبر محورين من ليبيا وجنوب السودان.
وقال ان الجيش دمر 59 عربة من جملة 64 دخلت من محور دولة جنوب السودان».
مكائد ومكر
وفي السياق ذاته اتهم نائب الرئيس حسبو محمد عبدالرحمن، دولة جنوب السودان صراحة ودولاً أخرى، قال إنها جارة لبلاده لكنه لم يسمها بدعم الهجوم الأخير الفاشل الذي قادته حركات متمردة وتم دحره في إقليم دارفور.
وقال حسبو خلال تدشينه برنامج العمل الصيفي لاتحاد الطلاب السودانيين في مدينة عطبرة بولاية نهر النيل، أمس رغم الحوار والوفاق إلا إن هناك مكائد ومكراً من أعداء السودان .
وكان الجيش أعلن قبل يومين أنه تصدى لمجموعات مسلحة من المرتزقة، دخلت في وقت متزامن من ليبيا ودولة جنوب السودان لشمال وشرق دارفور بهدف إجهاض ما تحقق من سلام واستقرار للمواطن الآمن في السودان.
وحيا نائب الرئيس القوات المسلحة وقوات الدعم السريع على الانتصارات الكبيرة التي دحرت التمرد.
تدريب وتسليح
وقال حسبو إن عناصر حركات التمرد كانوا مستضافين وتم تدريبهم وتسليحهم في دولة جنوب السودان وآخرين يسلحون من دول أخرى جارة أتونا من ليبيا .
وأضاف الرسالة التي جاءت من ليبيا رديناها بعشرة أمثالها وكذلك الرسالة التي جاءت من الجنوب.
وأشار إلى أن المتمردين الذين شنوا الهجوم كانوا قبل يومين منه يتحاورون مع مناديب من الحكومة في ألمانيا، وقال هذا نفاق. نحن كنا صادقين في طرحنا ورؤيتنا لذلك ربنا نصرنا عليهم نصراً كبيراً.
وشدد حسبو على أن الهجوم كان نهاية للحركات المتمردة لكن رغم ذلك الباب لا يزال مفتوحاً لكل الذين يريدون الحوار والسلام والوثيقة الوطنية ستظل مفتوحة.
صاحب العقل يميز
وقال مفوض الرئيس للاتصال والتفاوض مع مسلحي دارفور أمين حسن عمر، في مؤتمر صحفي، امس الاول من المعلوم أن مصر تدعم ليبيا عسكرياً بجانب الجنوب وإذا سئلت واتهمت بدعمها للمعارضة المسلحة تُجيب بأنها دعمت فعليا ليبيا والجنوب بالسلاح ولكن إذا تسرب السلاح إلى جهة أخرى فإنها غير مسؤولة»، وتابع: المبررات من حيث الشكل لا غبار عليها إلا أن صاحب العقل يُميز.
هجوم لتعطيل رفع العقوبات
وأضاف أمين: الهجوم الأخير يرمي لتعطيل رفع العقوبات الأميركية وخلق إحداثيات جديدة.
وأوضح أن التمرد أراد إرسال رسالة للمجتمع الدولي لإجهاض رغبة الشعب السوداني الذي تضرر من العقوبات.
يشار الى أن الولايات المتحدة جمدت في يناير الماضي بشكل جزئي العقوبات الاقتصادية على السودان، ووضعت حزمة شروط ينبغي على السودان استيفاءها بحلول يوليو للرفع الكامل للعقوبات، على رأسها وقف الحرب وايصال المساعدات الإنسانية للمتضررين من الصراع ومكافحة الإرهاب.
كسب زمن
وقال عمر إن الحركات المسلحة تحاول في جولات التفاوض كسب الزمن وانتظار ما يمكن أن يحدث من تغيرات في الساحة السياسية، مضيفاً أن الحركات تبني مقترحاتها على نسف اتفاق الدوحة وهو ما ترفضه الحكومة.
وأكد أمين أن الوفد الحكومي لمفاوضات دارفور رفض الورقة المقدمة من الحركات المسلحة في ألمانيا لتجاوزها اتفاق الدوحة، مضيفاً أن أي مفاوضات غير رسمية تتعلق بالمضامين وليس الإجراءات الأساسية في الحلول.
140 سيارة
في السياق ذاته قال رئيس مكتب متابعة سلام دارفور مجدي خلف الله ان معارك شرق وشمال دارفور التي وقعت في غضون اليومين الماضيين تمت بالهجوم عبر محورين في وقت متزامن بقوة تقدر بـ 140 سيارة بكامل عتادها العسكري، تحركت من ليبيا وجنوب السودان بقيادة جابر إسحق وصالح جبل، مشيراً إلى أن القوتين تتبعان عسكرياً لمني أركو مناوي وعبد الرحمن نمر المنشق عن عبد الواحد نور.
حتى امس لم تنته المعركة بعد وهناك عمليات تمشيط واسعة لمطاردة الحركات اسفرت عن اسر العديد من القيادات بينهم نمر عبد الرحمن .
كما ان حديث رئيس الجمهوريه يشير الى ان العلاقات بين السودان ومصر وصلت لمرحلة التصعيد على الرغم من تجاوز الكثير للاخطاء المصرية في حق الخرطوم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق