الخميس، 25 مايو 2017

أضاعوا الخيارات الأفضل وهم الآن أمام الخيار الأوحد المرير!

أمام كل من أركو مناوي، و جبريل ابراهيم زعيم (ما تبقى) من حركة العدل والمساواة، وعبد الواحد محمد نور خياراً استراتيجياً واحداً، وهو أن يلتحقوا بالدوحة ثم الوثيقة الوطنية والحكومة الوفاقية.
سوء تقدير هؤلاء القادة الذي ظل ملازماً لكل تحركاتهم لأكثر من 10 أعوام أوصلهم لهذا الخيار المنعدمة فيه فرص المناورة، المحفوف بالإذلال السياسي. فقبل حوالي 5 سنوات كان متاحاً أمامهم منبر الدوحة، وهو المنبر الذي رعته الشقيقة قطرة وأحدث قدراً مؤثراً من الاستقرار في الإقليم وفي مجالات الصحة و التعليم وتقليل الإقامة في المعسكرات.
قبل 5 أعوام كانت قوات هذه الحركات المسلحة معتبرة وكان بإمكانهم المحافظة عليها، ولكنهم أساءوا التقدير لتصل قوات جبريل إلى اقل من الربع حتى ابريل 20174 وتصل قوات مناوي إلى أدنى من العُشر مطلع مايو 2017 و أما عبد الواحد فقد وصل به الحال الى درجة تجنيد أفراد من المقربين اليه للبحث عن جنوده في أنحاء جبل مرة، ولم تسفر مجهودات (إعادة جمعهم) عن شيء يذكر حتى منتصف مايو 2017م!
و ربما لن تصدق عزيزنا القارئ إذا علمت أن عبد الواحد محمد نور قضى ثلاثة أسابيع  في ابريل 2017 وهو يبكي بكاء الأطفال جراء الأوضاع المزرية التى وصلت إليها قواته. وربما لن تصدق أيضاً ان عبد الواحد تراوده بشدة -بحسب أحد أهم القريبين من دائرته الضيقة- في الهجرة إلى دولة اسكندنافية معروفة  والخلود إلى الراحة التامة و ترك السياسة برمتها!
لن تصدق و لكن الأيام القليلة جداً ربما تكشف المثير المدهش حقاً في قصة هذا الشاب البائس والذي تشيعه الآن لعنات جنده المبعثرين وحنق أهله وعشيرته وكل من ناصره يوماً.
المؤسف في مجمل ما أردنا قوله أن هذه الحركات الثلاثة و نتيجة لعنادها غير الموضوعي فقدت قوتها تماماً. ويقول مصدر دبلوماسي إفريقي فى دولة مجاورة أنه (دهش) دهشة بالغة حينما صارحه أحد القادة الثلاثة أنهم يخشون العودة والتفاوض مخافة إنكشاف (ضآلة قواتهم) وتواضعها غير القابل للتصديق!
و مع ذلك، فإن اختيار خيار العودة والالتحاق بالدوحة يظل على أية حال –في هذه اللحظات– و اليوم قبل الغد، الخيار الأنموذج، لأن القوات المتخرجة حديثاً (قوات الدعم السريع) لن تمهل من لا زال يراهن على المعجزات، في زمن ولت فيه فعلاً هذه المعجزات!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق