الخميس، 20 أبريل 2017

قبل استقبال وفدهم الشعبي

>  لو زار السودان كل الشعب المصري يبقى هذا هو المطلوب .. للتعرف على حقيقة السودان وهو دولة طبيعية في مرحلة الجمهورية الثانية .. بعد انفصال الجنوب الذي فرضه عليه الاحتلال البريطاني,
كما فرض على مصر الجزء الأكبر لإقليم النوبة..  من قسطل إلى أسوان.
> ليعرفوا أن نسبة العرب في دارفور أكثر من ضعفها في الولاية الشمالية التي اقتطعت منها سلطات الاحتلال الأوروبي جزءاً عظيماً من إقليم النوبيين .. أي من قسطل إلى  أسوان.
> وهي المنطقة التي كان يحكمها في المهدية الأمير يونس ود الدكيم .. ومنها انطلق مشروع التوسع والفتح بقيادة  الأمير عبدالرحمن النجومي.
> أسماء قادة الدولة المهدية العظام ينبغي أن يعرفها الشعب المصري .. حتى لا ينخدع بمناهج تعليم مبتسرة وإعلام كاذب موالٍ لنظام انقلابي فاسد.
> وحتى قبل آلاف السنين فإن مصر الصحراوية الخلوية كانت محكومة من السودان .. وهو أكثر بلد في العالم يصلح للسكن البشري بموارده العظيمة رغم فشل كل الحكومات اقتصاديا.
> وهذا الفشل الاقتصادي المتكرر لو كان في دولة فيها شح موارد مثل ماليزيا أو إثيوبيا أو تركيا إلى حد ما ومقارنة بالسودان .. لتصوملت وترندوت وتعرقنت وتسرونت و تليبنت. وبالمقابل لو كان مهاتير محمد أو مليس زيناوي أو أردوغان قاد مشروع النهضة الاقتصادية في السودان .. لأصبح السودان في مجلس الأمن الدولي من أصحاب الفيتو .. ولما قامت محكمة جنائية ..ولانسحبت إسرائيل إلى حدود 1967م .. وهي قد اعتذرت لتركيا بشأن حادثة الباخرة مرمرة .. وسمحت بإغاثة تركيا للشعب الفلسطيني.
> لكن السودان غير محظوظ اطلاقاً في توفر قيادة اقتصادية .. وإن كان قد حظي بقيادة أمنية على رأس أضلاع مثلث القوات الحكومية .. الجيش والشرطة والأمن . والوفد الشعبي المصري الذي سيأتي لتهدئة النفوس حتى لا تتعرض المصالح المصرية للضرر .. قبل أن يبث أحاديثه إلى شعب ظلت تستخف به حكوماته باستثناء الحكومة الديمقراطية المنتخبة ذات العام الواحد .. وقبل أن يطرب لتصفيق الموهومين لابد أن يقرأ شيئاً مهماً عن حقيقة السودان . . حتى يعود بفكرة مختلفة عن فكرة الصورة المزيفة في أذهانه عن السودان .
> كل أسباب التوتر بين البلدين ما زالت قائمة .. والتوتر قد يخمد إلى حين .. لكنه يظل ناراً تحت الرماد .. وليس بإمكان الوفد الزائر إطفاءها .. فهي تطفأ بواسطة الحكومة الانقلابية أو ما ستخلفها برد الحقوق إلى أهلها . زيارة الوفد الشعبي أو الإعلامي المصري التي ينظمها حزب الوفد وغيره ..  ستبقى تحصيل حاصل .. لأن السودان الآن تسكنه آلاف الأسر والشخصيات المصرية .. ويعملون في مختلف المجالات ..من مستثمر رأس مالي كبير مثل نجل الصحفي هيكل ..إلى العامل في الكافتيريا .
> وتوجد السفارة المصرية والقنصلية المصرية وبعثة الري المصري والزائرون والعابرون .
> كل هؤلاء وأولئك لا يعاملون من خلال السخافات التي تصدر من الإعلام المصري الموجه من النظام الانقلابي .. و من خلال سلوك السلطات المصرية المستفز في مثلث حلايب . ومثلث حلايب .. الذي احتلته القوات المصرية لأول مرة في خمسينات القرن الماضي بعد ترسيم مستر بول . . هل نقول إن السودان كان يحتله منذ آلاف السنين .. منذ أن نشأ فيه البجا البشاريون .  ونسأل الوفد المصري الزائر بإذن الله ..  لو لم تؤجل زيارته بتكرار  مثل زيارة وزير الخارجية شكري ..
> نسأله : هل ظل احتلال السودان لحلايب منذ آلاف السنين ..؟ منذ تكوين إدارة أهلية للبجا قبل آلاف السنين مرورًا .. ومنذ دولة نبتة وكوش مروراً بالعهود اللاحقة .. حتى ترسيم مستر بول للحدود .؟ ومن ثم اعتماد الأمم المتحدة  لخريطة السودان بناءً على ترسيم بول ؟ 
> هذه الحقيقة التأريخية التي تجعل السودان متوترا بإعادة احتلال حلايب .. تعرضت حلايب للاحتلال مرتين .. في الخمسينات .. وحسمها السلاح ..وفي التسعينات .. وتعذر حسمها بالسلاح ﻷن مصر استغلت ظروف محلية وإقليمية و دولية .
> مصر تريد أن يظل السودان سوقاً لصادراتها المغشوشة والملوثة بفيروس الكبد الوبائي . .وهذا يكون بتأجيج الصراعات ..وهي تدعم تأجيجها منذ أن رقص الصاغ صلاح سالم في جنوب السودان .
> معايير مصر في العلاقات مع السودان تقوم على جني المصالح المؤسسة على أزمات السودان . . هي استكثرت على إثيوبيا إقامة سد للاستفادة فقط من المياه دون إنقاصها ..فماذا سيقول الوفد المصري إذن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق