الخميس، 20 أبريل 2017

قطاع الشمال .. وأزمة فقدان الدعم الأمريكي!!

بغض النظر عن دواعي وأسباب الشقاق الواقع الآن بين قادة الحركة الشعبية قطاع الشمال، فإن من المؤكد أن واحدة من أهم مسببات الخلاف الآثار السالبة التي انعكست على أداء الحركة وجيشها الشعبي جراء توقف الدعم المقدم بواسطة المعونة الأمريكية، اذ المعروف أن المعونة الأمريكية كانت تقدم الدعم للقطاع ولكن قبل أسابيع قلائل تلقت الحركة الشعبية إخطاراً رسمياً من المعونة الأمريكية يحثها على القيام بعمل مشروعات إنسانية لكي يتم تمويلها بعد دراستها دراسة وافية!! 
كان واضحاً أن المعونة الأمريكية تعلن عن توقفها عن تقديم الدعم بطريقة غير مباشرة ولهذا فإن قادة الحركة سرعان ما فهموا الرسالة وأدركوا فحواها. المعونة الأمريكية لم تعد كما كانت في السابق، وربما يرتبط هذا التطور المفصلي بقرار رفع العقوبات الجزئي عن السودان، ذلك أن الولايات المتحدة فيما يبدو واضحاً لكل المراقبين تتجه إلى رفع كامل للعقوبات الأمريكية في يوليو المقبل وهي ان فعلت، فإن من الصعب أن يستمر تقديم دعمها المباشر للحركة الشعبية قطاع الشمال، وهو ما أدى إلى شعور قادة الحركة – قبل وقوع وتفجر الخلافات بينهم- أن الدعم الأمريكي لم يعد متاحاً كما كان في السابق.
ومن المعروف أن تمويل الحركة حالياً يتم بواسطة (بنك تنمية جبال النوبة) والبنك نفسه يعاني من تعقيدات تتصل بعمليات اختلاس وقعت فيه من قبل قادة نافذين في الحركة. أما المنظمات التي ظلت تقدم الدعم للحركة الشعبية فهي حوالي (5) منظمات هي 1/سمارت 2/دائرة النوبة للتنمية وتعرف إختصاراً بـ( MRRD5) و3/ آكشن 4/ تفتيف أوافاري 5/ آب كوم. هذه المنظمات الخمس كانت تشكل اسناداً مادياً ولوجستياً للحركة قطاع الشمال يقوم بتنسيقه المدعو بكري والذي يحمل رتبة المقدم في الجيش الشعبي للحركة، تلقى دراساته في دولة الهند وأصبح منسقاً لعمليات الدعم وينتقل بين جوبا ونيروبي باستمرار.
من الواضح إذن أن الحركة أصبحت تعاني من قلة الدعم وهو ما دفع جنودها للاتجاه إلي نهب الإبقار وممارسة جرائم قطع الطريق والاستيلاء علي ممتلكات المواطنين العزل ولهذا فإن الحركة تبدو محاصرة اقتصادياً ومالياً علاوة علي ما تعانيه من خلافات حادة بين قادتها، إذ ربما تحاول فتح خطوط أمداد من دولة الكيان الصهيوني أو إيران أو مصر، في ظل تدخل الأخيرة في الحرب الأهلية الدائرة في دولة جنوب السودان، وتورطها فيها علي نحو لافت وغير قابل للإنكار! وعلي كل فإن تراجع منافذ الدعم للحركة الشعبية قطاع الشمال في هذه الظروف، مقابل الانفتاح الأمريكي علي الخرطوم يؤشر إلي أن الحركة الشعبية قطاع الشمال بلا أدني شك فقدت الكثير من المزايا الإستراتيجية التي كانت تتمتع بها، وهي بهذه المعطيات تبدو الأضعف في تاريخها والأقل مقدرة علي الوصول إلي أهدافها مما يؤكد أن التفاوض الذي يجري بينها وبين الخرطوم ت مثالب كثيرة تؤثر علي نحو مباشر في موقفها التفاوضي ومستقبلها حتي لو حصلت علي اتفاقية سلام!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق