الخميس، 20 أبريل 2017

المعارضة السودانية ومشاق السفح والجبل!

مما يحمد لحكومة السودانية الحالية -برغم كل الانتقادات الموجهة ضدها- انها نجحت في تعلية سقف الاداء ومواجهة التحديات للقوى السياسية الأخرى. في الماضي كانت القوى المعارضة تعرقل حركة النظام القائم ريثما يسقط ثم ترميه بشتى الرزايا
والإهانات توطئة لكي تحل محله.
الحكومة الحالية على أية حال نجحت في أن تسير سيرها، ولم تتعرقل قط، حتى في أحلك ظروف الحرب والمواجهة الدولية فى مجلس الأمن وملاحقاته لجان حقوقه، لم يتعرقل سير الحكومة ولم تفقد القدرة على مواصلة السير.
ومن جانب آخر –وهذا هم الأهم– أنها حتى مع كل ما واجهته ثابرت مثابرة فاعلة على القيام بدورها سواء محلياً أو إقليمياً ودولياً بحيث يمكن القول الآن ان الحكومة لم تدع شيئاً لتفعله القوى المعارضة اذا ما قدر لها ان تحل محلها بل ان العكس صحيح إن الحكومة السودانية رفعت السقف عالياً كيف ذلك؟
 أولاً، آصرة العلاقات الاستراتيجية التى نجحت فى بنائها خاصة على الصعيد الدولي فاقت تصور قوى المعارضة و تفوق قدرة كل قوى المعارضة مجتمعة، فالتنسيق مع الولايات المتحدة فى المجال المخابراتي، أمر استراتيجي ليس بالسهولة والسطحية التى ربما نظر إليها البعض كما أن تحويل الولايات المتحدة من دولة في خانة العدو، إلى دولة لها علاقاتها ندية بالسودان، تحترم مواقفه وتتعاون معه، تقدر حساباته، أمر ليس بتلك السهولة التى تتراءى لبعض القوى المعارضة.
الحكومة أسست منصة متينة من المصالح الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، يصعب على القوى المعارضة اختراقها او حتى تغيير طبيعة هذه العلاقة لأنها مرتبطة بأعمدة الدولة السودانية.
ثانياً، العلاقات الدولية للغاية للسودان بالمحيط العربي على وجه الخصوص و التحالفات الاستراتيجية مع دول الخليج بالكيفية التى تجري الآن أعلى بكثير من قدرة القوى المعارضة على تحقيق خاصة إذا علمنا ان بعض القوى المعارضة لديها ميل بلا معنى إلى أعداء الأمة العربية ولا نود هنا إيراد اسماء قوى سياسية او زعماء سياسيين معروفين.
 ثالثاً، وصول السودان الى دور ريادي في محيطه الإفريقي ونجاحه المذهل فى تفعيل العمل الإفريقي المشترك لم تكن نزهة، فقد أثمر هذا العمل عن إيقاظ الكثيرين توجيه قوى الأفارقة باتجاه تأكيد وجودهم و ما موقف مناهضة محكمة الجنايات الدولية سوى دليل قاطع على هذا النجاح.
مجمل القول ان السودان رسم نفسه إستراتيجية بالغة القوة والمتانة ولم يركن للمحاصرة و الملاحقة، كسر طوقها، ثم بدأ يضع أقدامه في القمة، ولهذا لن يكن سهلاً على الأقل على القوى المعارضة التى ما زالت تشاكس بداخلها و تقرر فصل هذا، وإبعاد ذلك و تتنازع حول أسماء أحزابها، ان تجاري الحكومة فيما بلغته وهذه واحدة من أكثر مشكلات القوى المعارضة السودانية فهي مطالبة بالوصول الى القمة التى وصل اليها خصومها فى السلطة وهي كسيحة فى السفح!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق