الاثنين، 24 أبريل 2017

عرمان والقطط السمان

دعوة ياسر عرمان للإبقاء على العقوبات الأمريكية وتنظيم حملة شعبية لهذا الأمر وتمديد العقوبات ستة أشهر أخرى، هذه الدعوة كسلوك سياسي غير مدهشة، وتناسب مزاجه السياسي كتاجر حرب، فهو لا يعرف غيرها، كائن سياسي لا يعيش إلا في أجواء الحرب بطبيعة عقله التدميري، يطرب للخلافات والسير باتجاه معاكس، فهو قاسم مشترك في كل الصراعات السياسية حتى داخل تحالفات المعارضة والحركة الشعبية.
دعوة تمديد العقوبات الاقتصادية وفقاً لمنهجية التبرير العرماني، أن المستفيد من رفع العقوبات الحكومة والقطط السمان!، وهو تبرير فطير وغير متماسك، وطالما أن القطط السمان تمايزت عن بقية القطط الضعيفة في مناخ العقوبات على مدى (20) عاماً، إذن لا أظن أن هذه القطط يعنيها رفع وتمديد العقوبات، وهي في تخمة حسب مبررات عرمان، والأحرى يبرر عرمان تمديد العقوبات حتى لا تصير هذه القطط السمان نموراً متوحشة على الأقل يقبلها المنطق ودارفوريو السياسة السودانية.
حركة عرمان الشعبية في محنة الخلاف وخيبة الأمل بعد صراع التيارات لم تعد حركة تعبر إلا عن وجه قبيح لتجار الحرب وتغذية الصراعات العرقية، وما صراع مجلس النوبة الأخير وانقسام الحركة إلى حركتين إلا دليل على فشل مشروع الحركة، ويحاول عرمان إعادة مركزه بمثل دعوته لحملة شعبية لقطع الطريق على مساعي رفع العقوبات التي تضرر منها الشعب السوداني ولم تتضرر منها قطط الإنقاذ والمؤتمر الوطني السمان، وفي ظل هذه العقوبات والعصا الأمريكية واجهت الحكومة الحركة الشعبية وهزمتها في أكثر من ميدان عسكري وسياسي، وفشلت الحركة الشعبية في التعايش مع تحالفات المعارضة من التجمع الوطني الديمقراطي وتحالف الجبهة الثورية ونداء السودان، إلى أن وصلت لمرحلة التشظي والانقسام الأخير، بل وفشل نموذجها المثالي في دولة جنوب السودان ما بين الحرب ورحيل سلفاكير خليفة جون قرنق .
مطالبة عرمان بتصعيد حملة شعبية ضد رفع العقوبات وربطها بتغييرات داخلية حقيقة من أجل إيقاف الحرب وإيصال المساعدات الإنسانية وحقوق الإنسان، والرجل يلقي بحديثه نسى أنه طرف في الحرب وجزء من إيقافها، فما هو جهد الشعبية في إيقاف الحرب، أليس عرمان من يرفض إيصال المساعدات الإنسانية بمقترح أمريكي؟ وما هي حقوق الإنسان التي يشتهيها عرمان ورفاقه وهم يحملون السلاح ويمتهنون الحرب وسيلة للتعبير السلمي!؟، وأي تغييرات داخلية في الحركة الشعبية منقسمة لم تستطع المحافظة على وحدتها.
ما يزعج المعارضة والحركة الشعبية أن المسارات الخمسة المرتبطة برفع الحصار والعقوبات على السودان خارج نطاق ونشاط المعارضة والحركة الشعبية، المسار الأول متعلق بالإرهاب وفي التغييرات الداخلية معني بسلام دارفور…، وفي أصل العقوبات الأمريكية المفروضة على السودان لم تكن بسبب شمولية الإنقاذ والديمقراطية وتغيير الداخل، وعرمان يعلم حقيقة العقوبات الاقتصادية، وهو يحاول مع رفاقه استثمار ما تبقى من زمن إضافي لصالح تغييرات داخلية فشل مشروعه الحربي وتحالفاته في تحقيقها، فهو يتعشم في تحقيقها عبر الجزرة الأمريكية، وعلى أي حال، فإن واقع العقوبات الأمريكية والعلاقات مع المجتمع الدولي وتغييرات الداخل السوداني إجراءات حصرية بين المجتمع الدولي والحكومة السودانية، وعلى عرمان أن يحسم متغيرات حركته الداخلية أولاً قبل حملة شعبية لتمديد العقوبات وتخسيس القطط السمان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق