الخميس، 27 أبريل 2017

المؤتمر السوداني.. العطس قبل الإنفجار!!

يحاول حزب المؤتمر السوداني بشتى السبل مداراة الخلافات المتصاعدة بداخله هذه الأيام، ففي تعميم داخلي صادر عن الأمانة العامة بتاريخ 12/4/2017م نفى الحزب نفياً قاطعاً وجود أي خلافات داخل الحزب واعتبرت ما وصفتها بـ(الحوارات المفتوحة) داخل الحزب يراها البعض وكأنها صراعات داخلية!! مجمل التعميم إعتبر الأمر محض إشاعة ولكن هل كان ذلك صحيحاً؟
الواقع أن وقائع إجتماع المجلس المركزي للحزب الذي انعقد يومي الجمعة والسبت (7-8 أبريل 2017) والذي حضره حوالي (70) عضو من جملة(200) عضو هم جملة أعضاء المجلس المركزي الذين تم تصعيدهم من المؤتمر العام 2016م، تشير إلى غير ذلك. فقد كان أبرز حضور الإجتماع العاصف عمر يوسف الدقير وأبوبكر يوسف وخالد عمر يوسف وجلال مصطفى وإبراهيم الشيخ والفاتح عمر السيد وعبد الله عكود ونور الدين بابكر وسيدة شريف وآخرين، الإجتماع ناقش (4) استقالات كان أبرزها إستقالة أمين العلاقات الخارجية د. جلال مصطفى والتي أرجعها إلى (سيطرة مجموعة معينة محسوبة على رئيس الحزب على مقاليد الأمور في الحزب)!! 
وقد قاد د. جلال مصطفى تياراً مضاداً لهذه المجموعة وسانده في ذلك مجموعة من كبار السن في الحزب مثل عبد الرحمن يوسف وقال هؤلاء ان من الضروري تخطى المكتب السياسي للحزب لأن به (شباب متهورون)!! هذا التيار المضاد أطلق عليه (التيار التصحيحي)! وتبدو تعقيدات هذا الخلاف أن هذا التيار المضاد يجد مساندة من قطاع الخارج، وقطاع الخارج كما هو معروف هو الممول والداعم الرئيس للحزب اذ أن القطاع يغطي حوالي 70% من مصروفات وميزانية حزب المؤتمر السوداني!! وبالطبع ليس من السهل التقليل من شأنه والتقليل من شأن التيار التصحيحي!
من جانب آخر فقد جرى اعتماد سيد شريف رئيساً لفرعية بحري بدلاً عن عبد الرحمن مهدي وهو أمر جرى التخطيط له من قبل أماني مالك والتي هي كما هو معروف زوجة إبراهيم الشيخ الزعيم الأسبق للحزب، وذلك لأن عبد الرحمن المهدي لاحقته إتهامات بتبعيته لجهاز الأمن الأمر الذي أحدث دوياً واسع النطاق داخل الحزب! ومن المؤكد أن عملية الإبدال والإحلال هذه سوف تفاقم من خلافات قيادة الحزب! هذه التطورات والانتقام وظهور مجموعات تساند رئيس الحزب ومجموعات أخرى مناوئه له، وحدوث خلافات في تعيين القادة. كل هذا يشي بأن حزب المؤتمر السوداني في الواقع يمر بمنعطف حاد للغاية ربما يدفعه في المستقبل القريب الى الانفجار!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق