الخميس، 20 أبريل 2017

صراع التفاوض

*جاء في الزميلة السوداني أمس أن مجموعة من قيادات النوبة بقطاع الشمال رفضت توجيهات مالك عقار بالانضمام إلى وفد ياسر عرمان لمقابلة الرئيس ثامبو أمبيكي، وعبرت تلك القيادات عن التزامها بقرارات مجلس التحرير الثوري بجبال النوبة
والقاضي بسحب الثقة عن عرمان كرئيس لوفد التفاوض، وبتجميد التفاوض مع الحكومة إلى حين قيام المؤتمر العام للحركة وانتخاب قيادات جديدة.
*هذه الخطوة أتت وفق ما ذهبنا إليه في تحليلنا الأسبوع الماضي لمآلات الأوضاع في أعقاب الصراع الذي نشب مؤخراً وسط قيادات الحركة الشعبية .
*إذاً فخطوة الرفض هذه تأتي لتؤكد أن سيناريو الانقسام وسط الحركة الشعبية قطاع الشمال هو الراجح، حيث ستنقسم الحركة إلى جناحين أو حركتين إن شئت تسميتهما ، (الحركة الأولى هي(الحركة الشعبية - مجلس تحرير جبال النوبة) أما الحركة الثانية فهي (الحركة الشعبية- جناح النيل الأزرق)،ووقتها ستكون المواقف بين الحركتين متباعدة جداً بحيث يصعب التنسيق بينهما..
*تباعد المواقف يأتي بسبب إصرار مجلس تحرير جبال النوبة على تقرير المصير، والاحتفاظ بالجيش الشعبي كما هو ولمدة عشرين عاماً، أما الجناح الثاني وهو جناح النيل الأزرق فهو يرفض فكرة تقرير المصير رفضاً قاطعاً، ولا يقبل طرحها في الوقت الراهن على أقل تقدير . كما أن هذا الجناح لا يرى ضرورة للاحتفاظ بالجيش الشعبي بعد توقيع الاتفاق السياسي، لأن هذا الجناح بقيادة عقار يدعو إلى الالتزام بما وقعت عليه الحركة في اتفاق نافع عقار.
* وفي اعتقادي أن الخطوة الاستباقية هذه جاءت من القادة الرافضين الذين تقدمهم عزت كوكو نائب رئيس أركان حركة تمرد قطاع الشمال، والتجاني تمة الأمين العام للحركة الشعبية بجبال النوبة، والعميد سليمان جبونة نائب الحاكم العام لجبال النوبة في حركة التمرد، بالإضافة للقيادي بالتمرد حسن القنبلة. جاءت بعدما رشح في الإعلام أن الوسيط الأفريقي أمبيكي سيلتقي قيادات الحركة الشعبية وسيجري مشاورات معهم بهدف الاستفسار عن مواقف القطاع تجاه تحقيق السلام.
*قبل يومين جاء في صحف الخرطوم أن الوفد الحكومي المفاوض أعلن أن الحكومة ستتفاوض مع الوفد الذي تحدده الوساطة الأفريقية برئاسة ثامبو أمبيكي من جانب الحركة الشعبية، وأن الوسيط الأفريقي قدم مقترحاً لاستئناف المفاوضات خلال الأيام القادمة.
*وقطعاً فإن خلافات الحركة الشعبية هذه ستؤخر انعقاد جولة التفاوض المقبلة، لأن الوساطة لن تحدد موعداً لاستئناف التفاوض ما لم تحسم الشعبية أزمتها الداخلية.
*ويبدو أن الرؤية حول مستقبل جولة التفاوض المقبلة غير واضحة، فالحركة الشعبية لا زالت تتحدث عن إعادة تكوين وفدها وإعادة ترتيب قضايا التفاوض.
* وقد تثمر تحركات أمبيكي ولقاءاته بإقناع دخول هؤلاء الرافضين وقبولهم برئاسة عرمان حتى حين، إلا أن الثابت في الأمر يقول إنَّ مجلس قيادة الحركة إنْ قبل بالدخول في جولة التفاوض القادمة، فإنَّه سيدخلها مكرهاً ليس إلا، وأنَّه سيقبل بذلك بضغوط دولية وإقليمية، كما أنَّه سيدخلها لتأكيد أنَّه ممسك بزمام القيادة، ومسيطر على الأمور داخلها .!!
*عموماً فإنَّ الواقع يشير إلى أنَّ خلافات الحركة لن تعوق التفاوض، ولكنها ستؤخر جولة المفاوضات التي سيطول أمدها، ويبقى الأمل بأنْ تسرع الحركة في توفيق أوضاعها، وتعود إلى طاولة المفاوضات، لإنهاء هذه الحرب التي تطاول أمدها.
*فمتى ستحسم الحركة مشاكلها الداخلية؟، ومتى ستلتقط الحركة أنفاسها وتستأنف المفاوضات ؟؟.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق