الاثنين، 24 أبريل 2017

الخرطوم والقاهرة.. توتر لم تخمده الدبلوماسية

لم يجف مداد اتفاق وزيري خارجية السودان ومصر بروفيسور إبراهيم غندور، وسامح شكري، الذي ينص على تهدئة التوترات بين البلدين، وكتابة ميثاق شرف لضبط الإعلام في الدولتين، بجانب عدم إيواء المعارضين في الدولتين، حتى عادت التوترات من جديد باحتجاز السلطات المصرية بمطار القاهرة للصحفي السوداني الطاهر ساتي، وإبعاده إلى الخرطوم، تلك الحادثة لم تكن الأولى بل سبقتها حادثة تتعلق برفض القاهرة منح الصحفي بصحيفة الإنتباهة هيثم عثمان تأشيرة الدخول إلى أراضيها .

إحتجاز وإبعاد
على نحو مفاجيء ضجت مواقع التواصل منتصف ليلة أمس الأول، بخبر مفاده إحتجاز السلطات المصرية بمطار القاهرة للكاتب الصحفي الطاهر ساتي، ومنعه من الدخول إلى القاهرة التى وصلها للوقوف بجانب زوجته التى سبقته إلى هناك بغرض العلاج، ولم تكتف السلطات المصرية بذلك، بل قامت بإبعاده إلى الخرطوم عبر الخطوط الأثيوبية بعد مجهودات بذلها سفير السودان بمصر عبد المحمود عبد الحليم، الحادثة انعكست ظلالها بصورة مباشرة على التوتر الذي يشوب العلاقة بين البلدين، فسارع الاتحاد العام للصحفيين السودانيين لإصدار بيان شديد اللهجة يدين الحادثة، وأبدى الاتحاد أسفه على ما أسماها بـ»الخطوة التصعيدية» التي أقدمت عليها السلطات المصرية باحتجازها للطاهر بمخفر مطار القاهرة لساعات، ومنعه من دخول أراضيها، قبيل إبعاده إلى الخرطوم عبر أديس أبابا تحت الحراسة، بالرغم من حصوله المسبق على تأشيرة الدخول. وحرمته بذلك من متابعة علاج  زوجته التي تتواجد هناك، ما وضع أسرته في موقف انساني بالغ الحرج، لا يليق بدولة جارة وشقيقة.
قائمة سوداء
 وندد الاتحاد، بالإجراءات التعسفية التي اتخذتها سلطات مصر ضد ساتي والمعاملة غير اللائقة التي وجدها أثناء فترة الاحتجاز غير المبرر، ذلك قبل أن تجف أوراق اجتماعات اللجنة السياسية المشتركة بين وزيري خارجية البلدين، ضاربة بذلك مساعي التوافق على ميثاق شرف أخلاقي يحتكم إليه الإعلام المصري والسوداني، وأضاف البيان « وهو ما يكشف عن عدم الرغبة والجدية لدى القاهرة في الالتزام بالعهد الذي قطع به وزير خارجيتها لتهدئة الاجواء»، واستنكر مثل هذه الإجراءات التي تدفع إلى نقل العلاقات في اتجاه معاكس للمواقف المعلنة من قيادة البلدين، وقال الإتحاد طبقاً للبيان إن استهداف السلطات المصرية للصحافيين السودانيين بوضع أسمائهم على «قائمة سوداء»، مستخدمة حريتهم في السفر والتنقل، سلاحاً للتخويف والتهديد وكبح الرأي، لن يفضي إلى توفير مناخ يساعد على التوجه الرسمي المعلن لتحسين العلاقات، ودعا الحكومة السودانية للقيام بواجبها والنهوض بمسؤولياتها في حماية مواطنيها إزاء محاولات السلطات المصرية استخدامهم في تصفية حساباتها المدّعاة مع الخرطوم، وطالب الحكومة باتخاذ ما يلزم من إجراءات ومواقف تتناسب مع ما يتعرض له الصحفيون السودانيون من استفزازات مصرية غير مبررة، ونوه الاتحاد إلى ما أسماه بـ»الموقف المشرف» للسفير السوداني في القاهرة، عبد المحمود عبد الحليم الذي ناصر ساتي في محنته حتى مغادرته القاهرة مبعداً، بجانب المتابعة اللصيقة من المستشار الإعلامي بسفارة السودان بالقاهرة، راشد عبد الرحيم.
تأزيم العلاقات
 الاستنكار للحادثة فى الأوساط الإعلامية لم يقتصر على مواقع التواصل الاجتماعي، بل سارعت أيضاً المنظمة السودانية للحريات الصحفية لاستنكار الأمر، وعبرت عن بالغ أسفها وأبدت قلقها  حيال منع السلطات المصرية لصحفيين سودانيين من دخول مصر،  مثلما حدث للصحفي الطاهر ساتي الذي تم إرجاعه من مطار القاهرة ورفض إعطاء تأشيرة للصحفي هيثم عثمان، ورأت المنظمة أن تلك الإجراءات من شأنها تأزيم العلاقات والتأثير على الروابط بين البلدين، ودعت  في بيان لها أمس إلى تخطي وتجاوز كل ما يؤدي إلى التصعيد والتصعيد المضاد، والعمل على توقيع ميثاق الشرف الصحفي بين البلدين والسعي لإرساء قواعد راسخة في التعامل بين البلدين، بما يؤدي إلى تحسين وتطوير العلاقات بينهما لما فيه مصلحة الشعبين. حادثة احتجاز الكاتب الصحفي الطاهر ساتي سبقتها بأيام قلائل حادثة رفض منح تأشيرة دخول للصحفي هيثم عثمان، حيث أوردت الزميلة الإنتباهة خبر رفض القنصلية المصرية بالخرطوم، منح الصحفي هيثم عثمان تأشيرة دخول لأراضيها للمشاركة في منتدى يقيمه المعهد السويدي في الإسكندرية (منتدى الإسكندرية للإعلام).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق