الاثنين، 24 أبريل 2017

مايو 2017 بداية وضع خطة خروج اليوناميد من دارفور!!

كما نجح السودان نجاحاً باهراً في استعادة الثقة الدولية به وكسر طوف العزلة المفتعلة، فإنه بات الآن علي مقربة من انجاز أخراج البعثة المشتركة المعروفة اختصاراً بـ(اليوناميد) العاملة في مهمة حفظ السلام في دارفور من الإقليم.
صحيفة (بريتوريا نيوز) نقلت عن وكالة الأنباء الأفريقية تصريحاً للمبعوث الخاص المشترك للاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة في دارفور (كينجسلي ماما يولو) وهو جنوب إفريقي الجنسية وكان سفيراً لبلاده في عدة دول ويحظي باهتمام واحترام كبيرين في وزارة خارجية دولة جنوب أفريقيا قال  فيه أن الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة يجريان محادثات حول كيفية تشكيل إستراتيجية لمغادرة اليوناميد لإقليم دارفور.
(كينجسلي) أبلغ مجلس الأمن الدولي أنه ونظراً للظروف الحالية في دارفور فإن هناك ضرورة لإعادة تشكيل عملية براغماتيه للعملية الجارية في الإقليم بدون الأضرار بالمكاسب المتحققة، وقال (كينجسلي) أن (الفريق المشترك) للمراجعة الإستراتيجية سوف يعقد اجتماعات مع الحكومة السودانية في الفترة من (5-17 مايو 2017).
وقال المبعوث الخاص (أن  دارفور اليوم هي مكان مختلف تماماً عما كانت عليه عام 2003)، بل حتي عما كانت عليه قبل عام! وأشار إلي أن العمليات القتالية بين الحكومة والمجموعات المسلحة قد تقلص وأن الشهور الـ(3) الماضية شهدت انخفاضاً مستمراً في عدد الحوادث الأمنية نتيجة للمشاركة الفاعلة للإدارة الأهلية والتدابير الأمنية التي اتخذتها حكومات ولايات دارفور.
وأضاف المبعوث  أن العام 2017 لم يشهد حدوث نزوح، مع تحسن ملحوظ في المجال الإنساني وتمكنت قوات حفظ السلام والأمم المتحدة من الوصول إلي كل المناطق التي كانت محظورة أو صعبة الوصول خاصة في مناطق جبل مرة.
ويجئ هذا التطور الكبير عقب ما يقارب الـ(10) أعوام قضتها البعثة المشتركة المكلفة بهمة حفظ  السلام (يوناميد) في إقليم دارفور، إذ أن السودان ومنذ أكثر من (4) سنوات كان قد طالب ببحث إستراتيجية خروج اليوناميد من الإقليم  تحت ذات الدواعي والحيثيات التي أشار إليها المبعوث الخاص (كينسجلي) والمتمثلة في عدة أمور أولها: انتهاء العمليات القتالية بين الحكومة والمجموعات المسلحة إذ أن الحركات المسلحة في دارفور خرجت وتلاشت في الإقليم بفعل الضربات المتوالية التي تلقتها من قوات الدعم السريع، أي أن المجموعات المسلحة خرجت عملياً من المشهد الدارفوري لأنها  كانت تمارس عملاً تخريبياً سالباً، وتسببت في عمليات النزوح وقفل بعض المناطق ومنع وصول المساعدات  الإنسانية إليها.
الآن تغير الوضع وكما قال المبعوث الخاص لم يعد الوضع كما كان عليه حتي لعام مضي!!
ثانيها: الجهود التي بذلتها الحكومة ببسط سيطرتها علي الإقليم ومنع التحركات السالبة وحمايتها لمواطنيها وللبني التحتية.
المبعوث الخاص أشار إلي هذه النقطة الجوهرية المهمة في تقريره وأشاد بصفه خاصة بحكومات ولايات دارفور من جهة وقادة الإدارة الأهلية من جهة أخري.
 ثالثاً: نجاح الحكومة السودانية في بسط سيطرتها علي الأوضاع قلل إلي حد التلاشي من الحاجة  لقوات حفظ سلام بهذا العدد الضخم حوالي (20) ألف، فقوات حفظ السلام أساساً مناط بها حماية المدنيين والمدنيين الآن تحت حماية الحكومة والمساعدات الإنسانية تصل إلي المحتاجين تحت سيطرة الحكومة السودانية، إذن ما الحاجة إلي البعثة المشتركة وقد عاد الوضع طبيعياً؟
هكذا إذن يمكن القول إن الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي – بحسب المبعوث الخاص للبعثة بالسودان- باتا علي قناعة تامة من ضرورة إجراء مراجعة إستراتيجية للأوضاع في دارفور والشروع فعلياً في بحث إمكانية وضع خطة خروج للبعثة المشتركة ووقف إهدار الأموال الدولية سديً، إذ أن البعثة المشتركة تكلف سنوياً ما يربو علي المليار دولار، الشئ الذي يجعل من وجودها في إقليم آمن والحياة فيه طبيعية أهداراً للمال و وتضييعاً للوقت والجهد بلا طائل!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق