الاثنين، 24 أبريل 2017

الحلو، الرابح الخاسر في قطاع الشمال!!

مع كل ما يكتنف الأوضاع داخل الحركة الشعبية قطاع الشمال فإن المتمعن في عناصر الأزمة يمكن أن يلاحظ  أن الرابح (الخاسر) في الأزمة  هو عبد العزيز الحلو! الرجل – رغم كل مثالبه وقتامة مستقبله  السياسي جراء ما يعاني من أمراض خطيرة-
يبدو  الآن هو العنوان  الأبرز علي صفحات  الحركة الشعبية.
فكما كان متوقعاً ومقصوداً، فإن مجلس تحرير النوبة رفض قبول استقالته وهذه في جزء منها كانت ضمن حسابات الحلو الإستراتيجية، أن يصبح هو – وحده- الخيار الأوحد لقيادة النوبة وهو أمر  بإمكان أي مراقب أن يلمسه في أروقة مجلس النوبة بمسحيات تيارات الحركة الثلاثة (التيار الرئيسي، الأغلبية الصامتة، الإصلاحيين).
هؤلاء جميعاً رغم تباين مواقفهم ومواقعهم يقطعون بأن الحلو هو الأكثر قبولاًـ من بين القادة الثلاث – لقيادة الحركة!!، والطريف في هذا الصدد، أن هذه التيارات رغم اتفاقها علي الحلو وضرورة تقدمه  الصفوف الآ أنهم يجمعون أيضاً  علي أن الرجل تحوم حوله تهم الفساد وأنه كان ضمن منظومة أقصت وأبعدت عدد من قادة الحركة بل وأعدمت بعضهم!!.
من ناحيتها تبذل حكومة  جنوب السودان جهوداً مكثفة لمحاولة رأب صدع الحركة ولكن جوبا وجدت  نفسها لسبب أو لآخر ماضية باتجاه دعم أبناء النوبة بالحركة وسحب صلاحيات عرمان، فقد أمضي اجتماع ترأسه الرئيس الجنوبي سلفاكير ميارديت إلي هذه النتائج، تقليص صلاحيات عرمان، دعم أبناء النوبة.
جلوس عقار مع أبناء النوبة.
تكوين لجنة للتحضير لمؤتمر استثنائي يسبقه مؤتمر استثنائي لإقليم النوبة والنيل الأزرق كل علي حدا.
ولكن هذه المخرجات لم يتم إنفاذها كما كان مقرراً.
مما أدي إلي وقوع الخلاف المدوي الأخير!.
 الآن عادوت القيادة الجلوس إلي رئيس دولة الجنوب، بعد أن كان الأخير قد جلس منفرداً إلي الحلو وناقش معه جوانب الأزمة.
إذن مجمل الموضوع أن قادة الحركة ليسوا متفقين علي أسس معينه حاسمة لحلحلة النزاع ومحاولة المضي قدماً باتجاه رأب الصدع ! الأزمة قديمة ومتجذرة داخل قاع الحركة، وقد تحول الآن المشهد إلي قيادات متباينة لا رابط فيما بينها كما أن صراع الحركة في جوبا الدائر الآن لم يتح أدني سانحة لجوبا لفرض سطوتها علي الحركة قطاع الشمال.
الرئيس الجنوبي من الناحية العملية لا يسيطر سيطرة تامة  علي الحركة الشعبية الحاكمة في جوبا.
الرجل حتي في داخل مجموعته المقربة يعاني من الصراعات فكيف به ينجح في رأب صدع الحركة الابنة المشحونة بالغبن والغل وسؤ الإدارة والفساد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق