الاثنين، 24 أبريل 2017

مرتزقة الألفية الثالثة في القارة الإفريقية!!

عرف البرتوكول الإضافي لاتفاقيات جنيف الصادر في العام 1977 المرتزقة بأنهم (أفراد ينخرطون في القتال مع أحد الأطراف  مقابل منافع مالية وليس من أجل قضايا عادلة ويفتقر نشاطهم للأسس الأخلاقية والانسانيه والقانونية ولا يلتزمون بقوانين
الحرب، ويستهدفون المدنيين والأسري والجرحى والمنشآت  المدنية ويرتكبون أفعالاً تحرمها  المواثيق  الدولية).
هذا التعريف الدولي إذا ما قسناه علي الأنشطة التي تقوم بها الحركات الدارفورية المسلحة منذ نشأتها  نجده  مطابقاً تماماً لما تقوم به من فظائع وجرائم، إذ أن هذه الحركات شاركت بفاعلية  في الحروب الداخلية لدول الجوار مثل (تشاد، دولة  جنوب السودان، ليبيا).
وفي كل  هذه الحروب في دول  الجوار كانت هذه الحركات الدارفورية تنهب وتسلب المواطنين وتدمر  البنيات التحتية وتخطف وتمارس التجنيد العسكري للأطفال وقطع الطرق.
وقد أدي ذلك إلي تأُثير وجود ونشاط هذه الحركات علي الأمن الإقليمي والدولي فقد بدا واضحاً من خلال وقائع مادية ثانية أن هذه  الحركات المسلحة 1/تقوم باختطاف الأجانب والعاملين في شركات  التنقيب بغرض  الحصول علي فدية مالية. 2/ عمليات التجنيد القسري للمواطنين والأطفال .
3/ ممارسة تجارة البشر ودعم الهجرة غير الشرعية. 4/ تهريب السلاح  والمخدرات والاعتداء  علي المواطنين وممتلكاتهم. 5/ الاعتداء  لي البعثات والمنظمات التابعة للأمم المتحدة.
وبإمكاننا أن نرصد وجود الحركات المسلحة في ليبيا لندرك  حجم دورها السالب في تأجيج الصراع هناك، إذ أنه وعقب مساندتها لكتائب القذافي وفشل ذاك الدعم وسقوط نظام القذافي، بدأت واعتباراً من العام 2015 في مساندة قوات اللواء (خليفة حفتر) بغرض السيطرة علي حقول النفط مقابل مرتبات شهرية زائداً  الدعم والإمداد العسكري وقد وردت هذه الحقيقة في تقرير فريق الخبراء المعني بالسودان الصادر في 9 يناير 2017 وموجه لرئيس مجلس الأمن ومذيلاً بتوقيع الفريق (فولوديمير يلتشنكو) تحت البند الخامس، الفقرات (17/19/30) فإذا علمنا أن العدد الكلي للحركات الدارفورية في ليبيا يصل إلي حوالي (953) فرد وتقدر آلياتهم وعرباتهم بنمو (207) عربة، فإن الأمر يبدو دون شك مثيراً وملفتاً للنظر، فحركة ميناوي لديها حوالي (300) جندي و(60) عربة بقيادة هارون أبو طويلة, وحركة كاربينو تملك حوالي (200) و(40) عربة قائدها يدعي (محجوب).
وهنالك مجموعة عبد الله جنا ولها حوالي(50) جندي و(10) عربات بقيادة (دين موسي).
أما العدل والمساواة فلديها (40) فرد وحوالي (2) عربة بقيادة (عبد الكريم شلوي).
ويتراوح انتشار هذه المجموعة في أنحاء شتي من ليبيا مثل منطقة (زلة) التي بها  حوالي (100) من حركة ميناوي يقودها جابر أسحاق وفي منطقة (ربيانه) لحركة ميناوي أيضاً حوالي (50) يقودها (رجب جو) ولديهم (15) عربة.
مجموعة عبد الله جنا أيضاً لديها وجود في ربيانه يقدر بحوالي (100) مع حوالي (15)( عربة وهكذا فالقوات والعربات منتشرة في أرجاء ليبيا كل منها يؤدي دوره لصالح وجوده وحصوله علي المال والدعم.
ففي ليبيا وحدها قفلت هذه الحركات  الآلاف  ونهبت ملايين الدولارات أما في دولة جنوب السودان فإن هذه الحركات قدمت دعماً للجيش الشعبي وقد ورد هذا في تقرير صادر عن الأمم المتحدة في 8 مايو 2014.
وزير دفاع دولة جنوب السودان (كوال نياتق) أقر صراحة بوجود الحركات السودانية المسلحة في دولة جنوب السودان في 21/10/2016 بعد ما كانت جوبا تصر علي نفيه!!
فحركة عبد الواحد تملك حوالي (200) مقاتل في (راجا) و(28) عربة وحوالي (20) جندي في جوبا وأما حركة العدل والمساواة فهي تتمركز في (جلهاك) بحوالي (180) مقاتل و(4) عربات وحركة ميناوي ما بين (راجل) و(تمساحه) بعدد (350) مقاتل و(37) عربة بينما تتمركز حركة العدل بعدد (120) جندي في بانتيو! و(6) عربة. وبحوالي (272) جندي و(66) عربة غرب منطقة (بوروبحر)!
إجمالاً يمكن القول أن هذه الحركات تمارس عملاً ارتزاقياً ألحق أضراراً إستراتيجية بالأمن الإقليمي والدولي. أنهم مرتزقة الألفية الثالثة في القارة الإفريقية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق