الخميس، 27 أبريل 2017

(بنك الجبال) خرج ولم يعد

عملية (شريان الحياة) كانت تعني (حياة التمرد). حيث كان يتمّ إمداد التمرد في السودان بالغذاء (تحت مظلة الأمم المتحدة). وتحت الغذاء كان يتمّ إرسال شحنات السلاح. وذلك وفق معادلة (طن إغاثة) مقابل (عشرة طن سلاح).
كما كانت هناك في العلن (عملية شريان الحياة) للإمداد بالغذاء والسلاح ، فكذلك كانت هناك في السّر عملية (شريان الحياة المالي) لتمويل التمرد في السودان . وقد كشفت أسرار (بنك الجبال) التي خرجت إلى العلن أحد الأسرار الإقتصادية لـ (الحركة الشعبية- جبال النوبة ) .حيث كان الدافع الحقيقي لتأسيس (بنك تنمية جبال النوبة ) أو (بنك الجبال) هو إيجاد محفظة للأموال التي دفعت مباشرة لصالح تمرد جبال النوبة بواسطة (دول غربية) عبر (منظمة التضامن المسيحي الدولي)، حيث كان الوسيط (الشرعي) لها المطران مكرم ماكس . الإنقسام الأخير في (الحركة الشعبية – قطاع الشمال) فتح الباب على مصراعيه لخروج أسرار (الحركة) الإقتصادية إلى العلن. من ضمن الأسرار الإقتصادية كان استشراء الفساد في (الحركة الشعبية – قطاع الشمال). حيث تعتبر تجربة (بنك تنمية جبال النوبة ) أو (بنك الجبال)، إحدى تلك النماذج الصَّادمة التي تكشف ذلك الفساد الذي (فات الكبار والقدرو). ترجع فكرة قيام (بنك تنمية جبال النوبة) إلى عام 1995م. قبل (22) عاماً. حيث ولدت فكرة البنك في إجتماع شهير بمنزل (يوسف كوة مكي) بالعاصمة الكينية نيروبي . 
شارك بحضور ذلك الإجتماع القيادات محمد هارون كافي (إنحاز للسلام) ، ميري جيمس ( انحازت للسلام) ، يونس دو كالو (إنحاز للسلام) ، عبدالعزيز الحلو ، سايمون كالو ، دانيال كودي أنجلو (إنحاز للسلام) المرحوم رفعت رحمة الله كودي، المطران مكرم ماكس .أيضاً هدف تأسيس (بنك تنمية جبال النوبة) إلى إيجاد محفظة للأموال الإستثمارية لشركة الشاي التي كان يديرها (القائد) السيد/ يونس دو كالو وكانت من أنجح الإستثمارات في تلك الحقبة. ولكن انهارت الشركة بعد انضمام القائد يونس دو كالو والسيد/ محمد هارون كافي إلى السلام في إطار مشروع (السلام من الداخل) عام 1997م. لكن الدكتور (اقتصاد) جون قرنق وضع عينه على الصيد الثمين، (بنك الجبال). و بتسلُّطه الديكتاتوري ما كان ليدع تجربة (بنك الجبال) أن تخرج عن سيطرته حتى لا تتفكك (الحركة) أجزاءً و تنهار الحركة الشعبية (الأمّ). حيث كان جون قرنق يحتكر الأمر والنهي في الحركة الشعبية. كان يتحكَّم بزمام الأمورفي كافة تفاصيل (الحركة). 
كان يمسك بكل الخيوط . وضع جون قرنق قادة (الحركة الشعبية – جبال النوبة) تحت سيطرته المباشرة حيث أصبح كل قائد عبارة عن شريحة في (موبايل) جون قرنق . وقد ورث السيد/ سلفاكير الوضع وما يزال قادة (النوبة) في (الحركة) على ما كانوا عليه في عهد جون قرنق. 
كان جون قرنق لا يحبّ أن تتطور (الحركة الشعبية – جبال النوبة) في استقلالية بعيداً عن سيطرته. حيث يعني ذلك نهاية الحركة الشعبيَّة (الأمّ). 
حيث كانت (جبال النوبة) تحظى بعطف كنسي من الإرساليات الدينية التي كانت تقطن الجبال قبل الحرب وبعدها. وبسبب ذلك العطف تدفقت إلى خزينة الحركة الشعبية الأموال الكنسية من الإرساليات . تلك الإرساليات توجد في أمريكا وبريطانيا واستراليا.بذلك أصبحت (جبال النوبة) هي البقرة الحلوب التي كان يجلب منها جون قرنق عشرات أو مئات الملايين من الدولارات.في إطار استقطاب الأموال للحركة الشعبية (الأم) لذلك ما كان لـ (جون قرنق) أن يسمح بنجاح (بنك الجبال ) ليحلّق خارج مدار سيطرته فوضعه تحت قبضته المباشرة . (بنك تنمية جبال النوبة) فصل من فصول الإستغلال البشع لأبناء النوبة في الحركة الشعبية . كيف؟.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق