الثلاثاء، 24 يناير 2017

تنصيب عقار ونضال سلمي بالسلاح

في جلسة إعادة تنصيب عقار ..رئيسا للجبهة الثورية .. كان التراجع عن انتهاج النضال السلمي الذي جاء في بيان للجبهة .. في سياق الحديث عن الدور القادم لنداء السودان .
و الدور القادم تتحمس لقيادته العناصر الشيوعية .. فهي التي تحدثت للإعلام عن تعاون في النضال السلمي الجماهيري مع قطاع الشمال في الحركة الشعبية.
و كان غريبا جدا الحديث عن نضال سلمي طبعا .. لأن المعروف عن قطاع الشمال أنه حركة متمردة .. تقتل و تعتدي و تختطف تلاميذ المدارس و الفتيات .
لكن الشيوعيين كانوا يريدون كسب الصادق المهدي بعد عودته في الموعد المضروب .. لإبعاده عن العودة إلى الحوار الوطني .
و الشيوعيون الذين قضت على حزبهم عودة نميري بعد فشل انقلابهم .. يخشون أن تقضي عودة الصادق المهدي عن نسيج المعارض الشيء يمثل فيه حزب الأمة القومي العصب .
و حكومة نميري كانت قد أطلقت على حي أم درماني جديد درجة أولى اسم العودة .. بعد عودته إلى الحكم .. لكن بعد إطاحته ببيان سوار الدهب .. أطلقت حكومة الصادق المهدي على حي العودة .. حي المهندسين .
نعم الصادق كان معارضا .. و لا تسعده عودة نميري إلى الحكم .. لكنه عاد بعد فشل الانقلاب الشيوعي .. و كان حكم نميري للصادق أفضل من حكم الشيوعيين الذين حرضوا على قتل الأنصار وإمامهم الإمام الهادي المهدي .
و الآن عودة الصادق لو كانت عودة إلى الحوار الوطني .. فهي ستبقى في غير صالح الحزب الشيوعي .. و الحزب الشيوعي كي يحولها إلى صالحه ..ليس أمامه إلا أن يربط السيد الصادق بقطاع الشمال كحركة متمردة .. تنظر إليها الحكومة أنها تشكل معادلة الاستقرار في البلاد .
وبذلك يستفيد الصادق بكرت التمرد ..و يستفيد الحزب الشيوعي بكرت حزب الأمة القومي .
ورأى الشيوعيون أن هذا يتطلب إصدار بيان يشير إلى تحالف معارض يضم الصادق وقطاع الشمال والحزب الشيوعي ..و يتحدث عن نضال جماهيري سلمي .
فهل قطاع الشمال يعتمد العمل السلمي ..؟ كلا بالطبع .
لكن حتى لا يوضع الصادق في موضع محرج جدا .. كان لا بد من عبارة تناقضية .. هي النضال الجماهيري السلمي .
ما أراده الشيوعيون في ذاك البيان و هو تطوير نداء السودان .. قد نسفه الآن إعادة تنصيب عقار رئيسا للجبهة الثورية .. فقد كان الحديث عن إسقاط النظام .
ثم إن خلو قائمة قيادة الجبهة الثورية من عبد الواحد و مناوي وجبريل .. كأنه ناتج من خلو دارفور من تأثير حركات دارفور المتمردة بقيادة هؤلاء الثلاثة .
الجبهة الثورية إذن تتجه لتكون حلفاً ممتدا بين جوبا و الخرطوم .. يقوده هناك عقار وهنا الصادق .
وتعيين السيد نصر الدين الهادي المهدي نائبا لرئيس الجبهة الثورية له تفسيره السياسي من زاوية انتمائه التأريخي لحزب الأمة .
فهو عنصر الصادق في الجبهة الثورية .. مثلما أن عرمان هو عنصر الحزب الشيوعي في قطاع الشمال بالحركة الشعبية.
و لكن السؤال هو : هل استغنت الحركة الشعبية عن حركات دارفور باعتبارها خرجت من المعادلة الميدانية .. و ما عاد قادتها مهمين بالنسبة إليها .؟
وهل نصر الدين المهدي أهم من قادة حركات دارفور ..؟ و لماذا يكون أهم و هو لا يقود حركة متمردة ..؟ هل أهميته هي انتماؤه بصورة قيادية تحمل اسم المهدي إلى حزب الأمة القومي .؟
و مبارك الفاضل يسعى لإعادة حزب الأمة كحزب أغلبية .. مبارك هذا في الحوار الوطني و عبدالرحمن في القصر و نصرالدين في الجبهة الثورية المتمردة و مريم في الحزب .. و جميعهم من عائلة المهدي .
فكيف يمكن أن ننظر إلى هذه اللوحة السياسية حينما نضيف إليها الصادق المهدي.؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق