الاثنين، 30 يناير 2017

عبد الواحد وشهادة دولية بعدم الأهلية السياسية!

لم يدع المبعوث الأمريكي الخاص (دونالد بوث) تعبير استهجان سياسي وتساؤل وارتياب بشأن الموقف المتصلب لعبد الواحد محمد نور، إلا وعبّر عنه بوضوح وبشدة وحِدة ظاهرة. (بوث) بدا شديدة الغضب والاستغراب من موقف عبد الواحد نور الرافض
دائماً لأي تفاوض والدائم التعنت حيال أي حل سياسي و أعطى بوث فى عبارة موجزة ملخصاً لما يمثله موقف عبد الواحد من مجمل المشهد السياسي بقوله (عبد الواحد اصبح مضراً بالجهود الدولية لتحقيق السلام).
ثم طفق بوث يعدد السوانح التاريخية التى أهدرها عبد الواحد ووقف منها موقفه الرافض (مفاوضات أروشا في تنزانيا 2009) ثم الدوحة (2009- 2011)  وأخيراً خارطة الطريق الأخيرة فى أديس ابابا. ثم قطع دونالد بوث بعدم ترك الأمر لمعوق للسلام لكي يصبح عقبة للجهود الدولية المبذولة في هذا الصدد!
الملفت هنا في حديث بوث يمكن ملاحظته فى عدة نقاط. أولاً، إدراك المجتمع الدولي والقوى الدولية الكبرى إدراكاً لا يتطرق اليه الشك أن عبد الواحد -بموقفه المحير هذا- يؤكد أنه ليس سياسياً على الإطلاق، فالسياسي ومهما كانت مطالبه ومهما كانت درجة عداءه وخصومته مع خصومه إلا أنه يمارس فن الممكن، يمضي في أي طرق يقود إلى الحل ولا يكون موقفه الرفض الدائم. ولو لم يكن بوث قد وصل الى هذه القناعة -مع آخرين في الخارج- لما صرح بذلك علناً وبهذا القدر من الحدة.
لقد بدا المجتمع الدولي يدرك للتو -مع الأسف- أن أمثال عبد الواحد لا يصلحون للعمل السياسي المطلوب. الرجل بلا أفق سياسي وليست لديه رؤية قابلة للنظر والتأمل و يراهن على مستقبل لن يأتي ومن المستحيل ان يأتيه فى مكانه .
ثانياً، إن عبد الواحد نفسه لا يمثل قاعدة جماهيرية يؤبه لها فى إقليم دارفور، ولو كان يملك هذه القاعدة لوافق على التفاوض وحصل على مكاسب توازي قاعدته الجماهيرية. وفي الغالب فإن الرجل خضع لعملية دراسة مستفيضة من قبل داعميه في الخارج وتوصلوا فيما يبدو الى أنه لا يملك لا قواعد جماهيرية ذات تأثير ولا قوة مسلحة على الأرض ولا آفاق سياسية يمكن للداعمين أنفسهم ان يستفيدون منها مستقبلاً كمقابل لما قدموه له في فترة نضاله. الرجل بدا خالياً من كل شيء.
ثالثاً، المحادثات التى عددها (بوث) وكان عبد الواحد قدر رفضها تشير إلى أن الداعمين لعبد الواحد اكتشفوا انه ومع عدم امتلاكه لأفق سياسي فهو غير قابل للتعليم والتدريب سياسياً لان من الطبيعي ان يستفيد المفاوض من جولات التفاوض التى تنعقد فى تطوير مهاراته التفاوضية وتوسيع آفاقه والإلمام بحقائق الواقع، والتدرب على المرونة فى موضع والتعنت فى موضع!
باختصار كانت خلاصة الأمر ان داعمي عبد الواحد فى الخارج اكتشفوا بعد غياب الشمس في الأفق إن ما كانوا يعتقدون انه ذهباً وكان يلمع ليس كذلك!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق