الثلاثاء، 31 يناير 2017

لبس: الشعبي بإمكانه الرجوع إلى صف المعارضة لو خرج من الحوار!

{ موقف المؤتمر الشعبي منذ "نداء الوثبة" وحتى الآن يعيد إلى الأذهان ما يراه البعض عن أن المفاصلة لم تكن سوى لعبة ومسرحية؟
- أي شخص يقول إن المفاصلة مسرحية كلامه غير صحيح، لأن الأضرار التي نجمت عن المفاصلة وأصابت مشروعنا في الحركة الإسلامية كبيرة.. التشويهات لحقت بالحركة الإسلامية على مستوى العالم كله وعلى المستوى المحلي.. حتى أن بعض الشباب الآن عندما تتحدث معهم عن الإسلام يعدّون أن الإسلام قد جنى عليهم، هذا بالإضافة للضعف الذي حدث بالنسبة لانفصال الجنوب والعقوبات وهذه القضايا الكبيرة.. لدرجة أن الناس دخلوا في موضوع محاكم خارجية.. لذلك أي شخص يعتقد أن المفاصلة مسرحية فهو شخص غير موضوعي، لأنك إذا نظرت لكل هذه الحيثيات مع بعضها البعض فما هو الكسب الذي تحقق في مقابلها (عشان الناس يعملوا مسرحية زي دي)؟!
{ الذين يعتقدون أنها تمثيلية يقولون إن التمثيلية فشلت ولم تحقق أهدافها بسبب سوء القراءات وسوء التقديرات.. يرون أن تقديرات أطراف المسرحية لم تكن مضبوطة لذلك لم تحقق أغراضها وفشلت؟
- (ما خلاص إنت لو عملت مسرحية ولقيتا ما مظبوطة ممكن من السنة الأولى تخرج منها!!).. لكن المفاصلة استمرت لأكثر من عقد من الزمان فلا يمكن بعد أكثر من عقد من الزمان وبعد ما يحصل وحصل في النهاية تكون مسرحية.. لا يمكن بأي حال من الأحوال.
{ مهندس "يوسف".. كيف تنظر لقرار الرئاسة الأمريكية الخاص بإلغاء العقوبات الأمريكية على السودان؟
- والله طبعاً هم تحدثوا عن الإيجابيات التي تجري ومن ضمنها مسألة الحوار وهم تحدثوا عن شروط.. ففي فترة الستة أشهر لابد أن يكون هناك تقدم في الحوار وفي مخرجاته وفي هذه البنود.. (وأنا أفتكر أن هذا شيء طبيعي، فإذا ذهب السودان تجاه التراضي وإذا قررت الحكومة أنها ستكون حكومة لكل الشعب فما في مبرر يجعلهم يفرضون عقوبات على الشعب بالطريقة الحاصلة دي).. والدبلوماسية السودانية أيضاً اشتغلت وتحركت حراكاً كبيراً، بالإضافة لذلك الرئيس الأمريكي يريد أن يقدم شيئاً في نهاية فترته الرئاسية.
{ في تقديرك.. هل سيتم رفع العقوبات بالفعل أم أن أمريكا ستتحجج بأن السودان لم يقم بتلبية الشروط؟
- أمريكا طبعاً بلد مؤسسات.. ليست مثل بلدان العالم الثالث، هذا يقرر ثم يأتي آخر ويشطب ما قرره السابق.
{ نعم هي دولة مؤسسات ولكن القرار الذي صدر قرار مشروط ولم يقطع بأن العقوبات سيتم رفعها في كل حال؟
- نعم، القرار مشروط وبعد ذلك الذي سيأتي سينظر هل الشروط تحققت؟ لكن أمريكا تعمل بمؤسسية ولديها مستشارون.. هم ليسوا مثلنا (الواحد ما بقطع حاجة من راسه ويعملها.. لا.. بشوف المفيد شنو والمضر شنو)، ومستشاروها علماء وخبراء ومقربون من الرئيس.
{ المهندس "يوسف لبس" أمضى سنوات طويلة داخل سجون ومعتقلات النظام.. فأنت صاحب أطول فترة سجن سياسي قضاها سجين بين القضبان حيث دفعت ثمن مواقفك السياسية (16) سنة في سجون الحكومة؟
- (مقاطعاً).. بحساب سنين السجن أمضيت (16) سنة.. لكن بالسنوات القمرية هي (12) سنة. فالسنة في السجون (9) أشهر.
{ بالرغم من ذلك موقفك في الاجتماع الذي خصص لمناقشة موضوع المشاركة اتسم بالتسامح وكنت من المؤيدين للمشاركة في السلطة الانتقالية؟
- نحن أصلاً لو كنا ننظر للقضايا الشخصية لما استطعنا أن نقدم شيئاً.. منذ التحاقنا بالحركة الإسلامية وحتى اليوم، نحن لا ننظر للإطار الشخصي أو لما يلحق بنا من ضرر على المستوى الشخصي.. هذا ليس معيارنا.. معيارنا هو أننا لدينا مفاهيم ولدينا مشاريع وأفكار فهل تمت خدمة هذه المفاهيم وهذه الأفكار؟ إذا كان الأمر كذلك، فإننا نغض الطرف عن أي شيء على المستوى الشخصي.
{ ألا تشعر بمرارة تجاه المؤتمر الوطني بسبب كونه وضعك في المعتقل كل هذه السنوات؟
- أبداً والله.. أصدقك القول (أنا ما عندي أي مرارة تجاه أي زول).. (يعني حتى الزول الكان بتعامل معاي "تعامل ....")، "صلاح قوش" جاءني في البيت و...
{ (مقاطعة).. تعامل "صلاح قوش" معك كان تعاملاً صعباً؟
- (آي.. المهم في النهاية بدون أي مبرر أنا قعدت فترة طويلة جداً في السجن).. لكن في النهاية جاءني في البيت وقال لي: (عايز العفو) فقلت له: (أنا والله ما عندي معاك أي حاجة.. إنت اللي كنت خاتي حاجة في نفسك. الحاجة اللي كنت خاتيها في نفسك شيلها من الليلة وأنت منذ اليوم "free" من أي عتاب ومن أي شيء).
{ متى جاءك في البيت؟ في تلك الفترة أم في هذه الأيام؟
- (زمان لما خرجت من المعتقل)..
{ يعني أنت حالياً مسامح "صلاح قوش" ومسامح المؤتمر الوطني وسامحتهم جميعاً؟
- (أنا ما عندي أصلاً قضية شخصية مع زول وبعدين الخلاف الذي حدث وأدخلونا السجن بسببه لم يكن خلافاً متعلقاً بشخصي أنا "يوسف لبس").. (هو أصلاً كان خلافاً وبعد ذلك حدثت المناطحة وبعد ذلك هناك أفراد في النُص لازم يضحوا بالقصة دي فهذا هو الذي حدث).. مرحلة السجن (تخطيناها زمان) ولن يكون لها تأثير إن شاء الله.
{ مهندس "يوسف".. هل تحدثتم مع المؤتمر الوطني في موضوع قسمة السلطة والمواقع التي سيتولاها المؤتمر الشعبي؟ وبالمناسبة تردد أن منصب رئيس الوزراء سيكون للمؤتمر الوطني فما رأيكم في تولي الوطني لهذا المنصب؟
- الشيء الغريب أنه وفي بعض المواقع الإسفيرية تردد أن "يوسف لبس" سيأتي وزيراً للنقل.. هذا كله غير صحيح وهو كلام "واتساب"، فالناس الآن يتناقشون في إطار مبدأ (المشاركة أم اللا مشاركة) فلا يمكن أن يحددوا شخصيات بعينها للمناصب.. فقضية المناصب هذه ليست همنا، وهي قضية يتوافق عليها المتحاورون أنفسهم، ولو توافقوا على أن يكون في المنصب المؤتمر الوطني أو حزب العدالة أو غيره (فما عندنا مشكلة).
{ لكن الدكتور "عمار السجاد" احتج كثيراً على نسبة الـ(15%) التي تم تخصيصها لكم في الحكومة الانتقالية؟
- هذا رأيه الشخصي.. "عمار" دائماً يعبر عن رأيه الشخصي.. نسبة الـ(15%) تم تخصيصها للقوى المحاورة.. ولم يحدث حتى هذه اللحظة أن تحدثنا مع المؤتمر الوطني عن ما هو نصيبنا في المؤتمر الشعبي.. نحن نتحدث عن التوافق السياسي الكامل المتكامل بالنسبة للبلد، لكن مسألة أن نتحدث عن نحن في الشعبي (ح تدونا شنو)، هذه لم ولن نقولها إن شاء الله.
{ لم ولن تقولوها.. لماذا؟
- هذه تقال في الإطار العام، لكن (إنت لو خصصت معناها إنت قاعد تفتش عن مناصب).
{ ويمكن أن تقال كذلك في إطار البحث عن العدالة وضمان تحقيقها.. أليس كذلك؟
- نعم.. لكن تكون في الإطار العام.. فطالما أنك دخلت الحوار في إطار منظومة متكاملة من المكون السياسي كله، فالقضايا لا بد أن تُناقش في إطار المكون العام.
{ أستاذ "يوسف" ألا ترى أن نسبة الـ(15%) التي تم تخصيصها للقوى المحاورة نسبة ضئيلة جداً؟ هل المؤتمر الشعبي راض بهذه النسبة؟
- نحن أصلاً الأهداف التي ذكرتها لك لو تحققت...
{ (مقاطعة).. الأهداف مهمة لكن العدالة كذلك مهمة.. فهل ترون أن هذه النسبة تحقق العدالة؟
- لو الأهداف التي وضعناها تمضي إلى الأمام فـ(من يكون) هذه ليست مسألة مهمة بالنسبة لنا.. نحن عندنا أهداف وضوابط إذا شعرنا أن أهدافنا وضوابطنا تمضي في الاتجاه الذي نريد، فإذن (من يكون) هذه قضية ليست مهمة.
{ هناك قراءة تقول إن المؤتمر الشعبي بعدما خرج من تحالف المعارضة والتحق بمنصة الحوار الوطني وأمضى أكثر من عامين في قاعات الحوار إلى أن وصل هذه المحطة.. إذا فشل الحوار وخرج منه الشعبي سيجد نفسه منعزلاً بعدما حرق كل المراكب التي يمكن أن تحمله إلى المعارضة.. لذلك هو الآن مجبر على المضي في الطريق الذي يسير فيه الآن حتى لو فشل الحوار أو تعثرت أو توقفت خطواته؟
- لا أبداً.. أنا أرى خلاف ذلك.. المؤتمر الشعبي اليوم إذا ترك الحوار فيمكن أن يرجع للمعارضة.
{ لكن هل سيكون مقبولاً ومرحباً به في أوساط المعارضة؟ المعارضة هل ستقبل به بين صفوفها؟
- (معليش) إذا لم تقبل فهذا يعني أنها لا تنظر لقضايا الوطن.. نحن دخلنا في هذا الحوار من أجل قضايا الوطن.. المؤتمر الشعبي لم يدخل في هذا الحوار إلا من أجل المصلحة العامة، وأصلاً ومنذ بداية الحوار لم يحدث أن تحدث المؤتمر الشعبي عن قضية خاصة به.. كنا نتحدث كلنا عن قضايا الوطن (فإذا كان لأننا حاورنا الوطني تاني ما بقبلونا فيبقى ما ممكن نحن ذاااتنا.... نحن قبل أن ندخل في تحالف المعارضة كنا معارضين برانا وأكتر ناس دفعوا الثمن.. وأكتر ناس وقفوا مواقف صلبة جداً هم نحن، والمعارضة نفسها تعلم ذلك.. وإذا كانت المعارضة عايزة تعارض براها برة من المؤتمر الشعبي، إذا لا قدر الله هذا الحوار لم يتم، فهي تكون معارضة غير راشدة).
{ المعارضة من الممكن أن تقول لكم أنتم حزب غير راشد ضيعتم عامين وفي النهاية رجعتم؟
- (ضيعنا سنتين.. ما الحياة تجارب).. العلوم الإنسانية الموجودة الآن كلها جاءت نتيجة للتجارب الإنسانية.. الناس يدخلون في حروب وفي قتال وتحصد ملايين الأرواح وتسفك الدماء، وفي النهاية يخرجون من التجربة بالعظة وبالتجارب.. الناس يقيمون تجاربهم ويستفيدون منها في مضيهم إلى الأمام.. فنحن إذا دخلنا في تجربة والتجربة فشلت فهذا ليس عيباً، لكن العيب أن تكون أنت مستقراً على وضع واحد ومحنطاً وغير قادر على مواكبة المستجدات التي تحدث.. هذا هو العيب.
{ يبدو أن هناك هزة داخل حزب المؤتمر الشعبي نتيجة قرار حزبكم بالمشاركة في السلطة الانتقالية رغم روح الإحباط السائدة بسبب حصيلة الحوار وثمراته.. هناك احتجاجات وهناك من تقدم باستقالته.. فكيف تنظر للأوضاع داخل الحزب؟
- والله الحركة الإسلامية ومنذ المصالحة الوطنية وفي كل مرحلة هي تتعرض لبعض الاحتجاجات لكن مسألة الانشقاقات التي يتحدث عنها بعض الناس (مافي أي انشقاق ح يحصل إن شاء الله)، لكن إذا كان هناك أحد تقدم باستقالته فهو يكون قد فعل ذلك في لحظة انفعال فهناك أناس انفعاليون.. (وبعدين أنت بتتكلم عن الشورى وعن التنظيم، فإذا كان موقفك هو إما أن يؤخذ برأيك أو تتقدم باستقالتك فهذا يعني أنك غير تنظيمي وأن خطك غير موزون).. لذلك أعتقد أن هذا انفعال ومن تقدم باستقالته سيتراجع.
{ الذين تقدموا باستقالاتهم لم يتراجعوا حتى الآن أليس كذلك؟
- أي فرد داخل المؤتمر الشعبي له قيمة لذلك الذي تقدم باستقالته نحن لن نتركه، سنصله وسنستوضحه وسنستنطقه، والشيء الغائب عنه الذي دفعه لتقديم استقالته سنوضحه له وسيتراجع إن شاء الله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق