الثلاثاء، 31 يناير 2017

ولماذا لا يكون الصادق شريكاً؟

في السياسة – دائماً – هناك فسحة، ومجال للتحاور والمقاربة والاستفادة من الفرص، وشواهد الأيام وتجارب السنين تؤكد تلك الوقائع البديهة، والأبواب لا تقفل أبداً، مادام المقصد المصلحة الوطنية والهم الوطني، فإن ثمة مجال للمشاركة بالفعل، والمشاركة بالرأي، والمشاركة بالنصح، وطبيعة الانسان السوداني انه ميال للبعد الاجتماعي والتراضي على الكليات..
ولذلك ليس من الكياسة، أن نتعجل النفي، وأن نتحدث بلغة الصفقة لاي اتفاق سياسي بين طرفين، لأن التفاهمات حول اقتراب في المنظور واقتراب في الاحساس بالمرحلة وتقدير للمواقف وتطلع للمستقبل وكل خطوة إلى الوحدة والتوحد هي مدعاة للافتخار والزهو.. وتلك سمة أهل السودان في تدافعهم إلى التسامي على الخلاف والشقاق، والتداعي إلى منظومة سياسية كلية تتفق مع الوثيقة الوطنية أو تضيف إليها أو تحذف منها.. لأن الاتفاق والوطن هو ما يبقى، أما المواقف والغبن فانه ينزاح مع مشاهد الأحداث.. ولذلك لماذا لا يكون الصادق المهدي شريكاً في مرحلة سياسية قادمة في السودان، وضمن تفاهم سياسي عريض وفاعل ومؤثر.
جاء الصادق المهدي الخرطوم لتعزيز التقارب الوطني والتوحد، وسعى بمفهوم الوسطية بين الأديان، فلماذا لا يكون عنصر تقارب في الواقع السياسي السوداني، ويستفيد من كل اقترابه وتجاربه، فهو وان لم يكن طرفاً في مخرجات الحوار الوطني، فقد كان طرفاً في بدايات الحوار الوطني، وهو وان لم يحمل السلاح فقد كان جزءاً من نداء السودان وحملة السلاح، فهو حلقة وصل، لتأسيس شراكة سياسية قوية تجنب الوطن الصراع والتنازع وتعزز مفهوم الحوار والتراضي الوطني، فلماذا لا يكون الصادق المهدي شريكاً في الهم الوطني، وما بين الصادق المهدي من رابطة سياسية وأجندة مع قوي الداخل أكثر بكثير مما بينه وأطراف نداء السودان، ان انخراط المهدي في شراكة سياسية يمثل رسالة اطمئنان لكل الأطراف تلك ويعزز اللحمة الوطنية السودانية.
لم تعد السياسة معادلات، وانما خيارات وفرص وفق الهامش الممكن، ولم تعد المواقف العقائدية تلك هي التي تحدد المنازل والمواقف، وإنما قراءة المشهد السياسي بكلياته، والبيئة السياسية المحلية والاقليمية والدولية، وفي ظل تحول عالمي للوحدة وانشغالات بهموم التحديات الداخلية ولم تعد لغة المحاور والاستقطاب ذات تأثير واسع، فالمصالح تحكم اليوم مواقف القوى السياسية وتحدد اتجاهاتها، كما أن المتغيرات الدولية أحدثت تأثيراً على جماعات الضغط وصناع الحروب بعد أن تقلصت مصادر الدعم والتمويل، وزهد العالم بشكل كبير من الحروب والدمار والانقسامات، وفوق ذلك فإن الامام الصادق أكبر من أن يكون أداة في محور سياسي خارجي أو مخطط أجنبي يستهدف وطنه أو يزعزع استقراره.

مرحباً بالامام الصادق شريكاً سياسياً في كليات الهم الوطني، وفي ادارة الشأن العام، وفي تعزيز الحوار، ففي قضايا الوطن لا صفقات أو اتهامات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق