الاثنين، 30 يناير 2017

ترامب رئيس لا يشبه أمريكا!!

حدثت ريكة في كل  مكان في العالم,, الرئيس الأمريكي الجديد وقع أمراً تنفيذياً وضع فيه قيود علي دخول مواطني سبع دول معظمها شرق أوسطية..
القرار حدد مهلة  تسعين يوماً  لسريان القيود حتي تتمكن أجهزة الأمن الأمريكي من ترتيب البيت من الداخل.. اللافت أن القرار في البداية شمل حتي الذين يحملون بطاقات الإقامة الدائمة..
تحدث  الرئيس ترامب عن الإرهاب الإسلامي بشكل مباشر كما أشار لأوضاع المسيحيين في سوريا.. هنا انزلق ترامب البعد السياسي لقراره إلي التفرقة بين الناس علي أساس ديني.
لم تمض ساعات طويلة حتي اندلعت مظاهرات تندر بالقرار الأمريكي.. مادلين أولبرايت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة أوضحت أنها ستصنف نفسها مسلمة في سبيل الدفاع عن حقوق المسلمين.. حتي اللوبي اليهودي النشط في أمريكا لم يكن سعيداً بالتوجهات الأصولية للإدارة الأمريكية.. نافذون في الكونغرس انتقدوا صراحة القرار الذي يؤجج مشاعر الكراهية بين المواطنين.
قاصمة الظهر جاءت من السلطة القضائية حيث أصدرت القاضية أن دونلي حكماً بإبطال المرسوم الرئاسي. وتبعتها قاضية أخري في واشنطن.. وزارة الأمن القومي أكدت أنها ستذعن لقرار السلطة القضائية وبالتالي تسمح بدخول المواطنين العالقين في المطارات الأمريكية .. كما تلغي الأوامر القضائية كلما ترتب من آثار علي المرسوم الرئاسي، خاصة تجاه اللاجئين.
قبيل الدخول في تفاصيل القرار حري بنا أن نحلل الظروف التي أوصلت ترامب إلي البيت الأبيض.. في يوم الاحتفال بتنصيبه رئيساً خرجت مظاهرات غضب في العديد من المدن الأمريكية..  لم يتمكن ترامب من الفوز بالأغلبية الشعبية وإن فاز بأغلبية الكليات الانتخابية قبل عشرة أيام رئيساً..
ارتفعت أصوات في ولاية كلفورنيا تطالب بالانفصال من أمريكا وستسري الموجة في ولايات أخر.. صحيح لن ينتج عن ذلك انفصام في عري الاتحاد الأمريكي.. لكن يمكن أن تقرأ تلك المشاعر باعتبارها  صوتاً رافضاً للسياسات المتشددة للرئيس الأمريكي الجديد.
في تقديري .. أن الجدل الذي ولدته سياسات ترامب والذي سيأتي لاحقاً يؤكد أن الاتجاهات العنصرية والانعزالية لا تعبر عن مشاعر الأمريكان.. لكن السؤال يقفز حائراً كيف نجح رجل الأعمال في كسب معركة الانتخابات.. الذين يصورون ترامب باعتباره متطرفاً أو رئيساً فاقد البصيرة يخطئون كثيراً.. هذا الرجل ومن خلفيته كرجل أعمال استطاع أن يستثمر في مخاوف الأمريكان.. جزء من هذه المخاوف جاءت من التطرف الديني في الشرق الأوسط.
حينما تقوم حركة متشددة بحرق طيار مسلم وتبث ذاك في الأسافير.. أو تجز عنق رهينة غريبة وتسجل كل المشاهد المرعبة في فيديو.. ستتولد مشاعر خوف يستفيد منها رجل انتهازي مثل دونالد ترامب ويجعلها عظم ظهر برنامجه الانتخابي.
بصراحة.. سيخسر ترامب محاولات خلق عنف مضاد خاصة إذا ما حاول أن يستهدف الإسلام.. لأن ذلك ضد طبيعة لانفتاح في الذهب الأمريكي.. لكن علي المسلمين في كل مكان أن يدركوا أن العنف يولد عنفاً مضاداً وفتنة لا تقتصر علي الفئات الباغية.. هذا هو الدرس المهم في هذه المحنة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق