الأحد، 26 يونيو 2016

الجيش السوداني ... الإقتراب أكثر من كاودا

تشير التصريحات التي أدلى بها والي جنوب كردفان، يوم الجمعة، إن الجيش السوداني كان يقف على مشارف "كاودا" المعقل الرئيس لمتمردي الحركة الشعبية ـ قطاع الشمال، ان ساعة النصر قد حانت في المنطقة الاسترتيجية، فقد جزم والي جنوب كردفان عيسى آدم أبكر تحقيق القوات المسلحة لانتصارات كبيرة في الولاية، قائلا إنها حاليا على مشارف "كاودا" بعد أن استعادت مساحات كبيرة من جنوب كردفان كانت في أيدي التمرد، وأفاد أن 90% من مناطق الولاية أصبحت آمنة.
وقال أبكر ، إن الحركة الشعبية استقبلت قرار الرئيس عمر البشير بوقف اطلاق النار باحتفالات كبيرة وسط مقاتليها وجنودها، لجهة أن بعض قادة الحركة سئم الحرب التي يخوضونها غصبا ـ حسب تعبيره ـ.ووصف الوالي القرار الذي إتخذه الرئيس بوقف إطلاق النار بـ "الجريئ" لأن القوات المسلحة كانت في أوج انتصاراتها وبمقدورها حسم التمرد عسكرياً، وكشف عن عودة إعداد كبيرة من منسوبي "التمرد" الى محليات الولاية. وتابع "رغم أنهم كانوا يحاربوننا لكننا نستقبلهم أستقبال الأبطال". حديث الوالي ياتي بعدما أدت عمليات الصيف الساخن التي تنفذها القوات المسلحة وقوات الدعم السريع بولاية جنوب كردفان لإنهيار الروح المعنوية لمتمردي الحركة الشعبية مع إستمرار خسائرهم في الميدان، وهو ما يعني أن التمرد أصبح لا يقو على الصمود في المعارك التي كان آخرها ملحمة إسترداد منطقة ام سردبة التي هرب منها المتمردون، مخلفين وراءهم عدداً كبيراً من القتلى، بينما قام الجيش بالإستيلاءعلى كمية كبيرة من العتاد الحربي ممثلة في الراجمات الكبيرة والمدافع والأسلحة الصغيرة والذخيرة ليصبح الطريق ممهداً إلى منطقة كاودا بعد الإستيلاء على العتمور التي تمثل البوابة الإستراتيجية للمدينة.
فالعمليات التي قامت بها القوات المسلحة أدت إلى خلخلة البنية الهيكلية للتمرد بعد إسترداد المنطقة الشرقية بكاملها إضافة لمناطق ميري برة ودلدكو والعتمور، وباتت مدينة كادوقلي آمنة بعد أن تمكنت القوات المسلحة من الإستيلاء على الأسلحة الثقيلة التي كانت تستخدم في ضرب المدينة من بعيد، إضافة إلى قتل أبرز قادة المتمردين الذين خبروا القتال في المنطقة.فالهزائم التي تعرضت لها الحركة الشعبية تعتبر فرصة لمراجعة موقفها من إستمرارها في الحرب التي لم تستطع من خلالها تحقيق أهدافها في ظل إنهيار الروح المعنوية لمقاتليها. ويرى خبراء إستراتيجيون أن قوات المتمردين باتت في موقع الدفاع عن نفسها بعد أن فشلت في التصدي للقوات المسلحة بسبب إنهيار الروح المعنوية ومعاناتهم من إنقطاع الإمدادات التي كانت تأتيهم من الخارج كما أن فترة الخريف المقبلة ستعطي القوات المسلحة وضع ميداني أفضل من حيث القدرة على تحريك الآليات وفتح الطرق.
ولا يستبعد خبراء عسكريون دخول القوات المسلحة لمدينة كاودا، مدللين على ذلك بأن القوات المسلحة لسودانية لديها خبرات عسكرية واسعة في مجال حرب العصابات التي اكتسبتها خلال فترة عسكرية كبيرة، اتسمت بعمليات التكتيكات العسكرية في جميع مسمياتها. و إن فترة الخمسين عاماً التي قضتها القوات المسلحة إبان حرب الجنوب التي امتدت لأكثر من عقدين من الزمان، جعلت القوات المسلحة تتميز بجميع المهارات في مجال الأمن الداخلي في ولايتي النيل الأزرق وولاية جنوب كردفان.

وتوقعوا أن تقوم القوات المسلحة بتنفيذ المهمة سريعاً وليس كما يتصور البعض، وذلك لعدة أسباب اجملوها في ثلاث محاور؛ أولها أن فشل الحركة الشعبية المتكرر في الهجوم على تلودي لعدة مرات وهو ما يعتبر مؤشرا واضحا على عدم وجود القوة المطلوبة لدى الحركة، وافتقارها لأدنى مقومات الدخول في حرب أو مواجهات أو صدامات ضد القوات المسلحة. بجانب انتشار القوات المسلحة حول مدينة كاودا وتقدمها في كل الجبهات الشيء الذي يساعد في تنفيذ المهمة. أخيراً استعداد القوات المسلحة واستنفارها في أداء مهامها العسكرية، بجانب تفاعل المواطنين ومؤازرتهم لها مما يجعلها جاهزة لاسترداد المدينة بذات الروح المعنوية التي استعادت بها مدينة الكرمك من قبضة التمرد بولاية النيل الأزرق.

ويبلغ تعداد سكان مدينة كاودا حوالي (50) ألف نسمة، وينحصر نشاطها البشري في حرفتي الزراعة والرعي، والقبيلة الرئيسة فيها هي الطورو، وعناصر من قبائل محلية هيبان، وفي كاودا معهد للعلوم العسكرية يسمى معهد "جبدي" كما تضم قاعدة "لوريري" العسكرية وهي القيادة العسكرية للحركة الشعبية، وتشكل كاودا رمزية لقوات الجيش الشعبي لوجود قبر قائدها المتمرد يوسف كوة الذي توفى في العام 2001.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق