الاثنين، 20 يونيو 2016

منهجية تفتيت الدولة في الذهنية السياسية للمعارضة السودانية!

بالطبع لن ترضى القوى السياسية السودانية المعارضة أن يقال في حقها أنها تعمل على تفكيك الدولة السودانية وإقحام المجتمع الدولي في شأنها الوطني الداخلي! و لكن واقع الخصومة السياسية (غير الشريفة) الذي نراه تمارسه القوى
السودانية المعارضة الآن يشي بذلك ويوضح بجلاء -ومع غاية الألم والأسف- أن قوى المعارضة السودانية خاصة وتلك التي تبحث عن (منابر خارجية) تعين أعداء وطنها إعانة كاملة على تفكيك وهزيمة الإرادة السودانية الوطنية دون أن يطرف لها جفن ولننظر بإمعان طوال الـ27 عاماً المنصرمة فقط كم من قادة القوى المعارضة جالسوا وتعاملوا مع (عشرات) أجهزة المخابرات الأجنبية؟
 السيد مبارك الفضل السياسي السوداني المعروف قال وبملء فيه إنه جالس (الكثير) من هذه الأجهزة ولكنه بالطبع لم يقل إنه تعهد لهم بماذا أو أفضى إليهم بماذا وأنجز لهم سراً أو علناً ماذا؟ السيد الصادق المهدي في مهجره السياسي المتقطع منذ مطلع التسعينات طاف أنحاء من دول العالم و جالس العديد من قادة المخابرات والساسة، ترى بماذا أفضى لهم؟ كم من سر كان يعلمه كرئيس سابق للوزراء في السودان و أفضى به؟
علي محمود حسنين الهائم على وجهه في لندن وأوروبا و التكوينات السياسية التى ظل يكونها مثل الجبهة العريضة الشهيرة . كيف مول إنشاءها وكيف حصل على (إذن) تكوينها و مع من تشاور في شأن أهدافها؟ نصر الدين الهادي المهدي القيادي المعروف في حزب الأمة القومي والقيادي (فيما كان يعرف) بالجبهة الثورية، أين انتهى به المطاف وعلى مال من يعيش ويتحرك في الخارج؟ و قس على ذلك، دهاقنة العمل المعارض، ياسر عرمان، عبد العزيز الحلو، مالك عقار، مني أركو مناوي، جبريل ابراهيم، عبد الواحد محمد نور.
آلاف القادة السياسيين السودانيين تعاملوا بلا تحفظات ولا روح وطنية مع أجانب لصالحهم هم , من ثم لصلح أولئك الأجانب. قبضوا الدولارات، وقبلوا الهبات والأموال. وأذاعوا ما لديهم من أسرار إستراتيجية وتفاضوا على أمور وطنية تخص صميم الأمن القومي السوداني! هل يمكن القول إن هؤلاء القادة فعلوا ما فعلوا (بدوافع وطنية خالصة)؟ وهل يمكن القول إن هؤلاء القادة -بهذه الأعباء الخارجية الصعبة- بالإمكان أن يصحبوا وطنيين طاهرين أصحاء لا يؤثر عليهم هذا في المناخ الوطني العام في المستقبل؟ بالطبع الإجابة واضحة ومعروفة.
 إذن هذه واحدة من اكبر إشكالات السودان التى يصعب إيجاد حل لها على المدى القريب والبعيد. و لا ينكر أحد مطلقاً أن السودان فيه أزمات وفيه حروب ولكن أين يوجد العذر لمن يضع كل ما في جعبته على طاولة أجنبية؟
 إن من المؤكد وبعيداً جداً عن أي انتماء سياسي أو حزبي من جانبنا أن الأضرار الأمنية والسياسية التي ألحقها هؤلاء الساسة وحملة السلاح بالسودان في فترة الربع قرن الماضي، تفوق في خطورتها كل ما كان يمكن أن يلحق بالسودان لمائة عام مقبلة أو يزيد، ولهذا من الغريب حقاً أن يعتقد البعض -من ساسة الداخل- الذي يطالبون بعودة هؤلاء إن هؤلاء من الممكن أن يعودوا و يعودوا لرشدهم السياسي ويتخلون عن منظومة التعامل التي ركنوا لها .
هؤلاء للأسف الشديد هم (معاول الهدم) للدولة السودانية وهم الذين ظلوا يتعاملون في الخارج بمنطق هدم كل ما هو بالداخل لصالح الخارج وهذا ما يجعل من إمكانية تحللهم من أعباء الخارج واستعادة وطنيتهم من جديد أمر دونه خرط القتاد!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق