الاثنين، 13 يونيو 2016

حادثة هيبان.. حقائق ووقائع على الأرض!

على الرغم من أن هناك قوى دولية ومجموعات ضغط إقليمية ودولية شغلها الشاغل فقط إطلاق الادعاءات والاتهامات ضد الحكومة السودانية بشأن مواجهتها مع حملة السلاح في مناطق طرفية، في السودان، إلا أن من المستغرب حقاً أن هذه القوى
الدولية ومجموعات الضغط تتجاهل عن عمد وبمنطق غير سديد أمرين مهمين:
 أولهما أن هذه الحرب، بمعنى أن هناك قوى مسلحة سودانية تحمل السلاح ضد السلطة المركزية المعترف بها دولياً و المسنودة بشرعية انتخابية جرت على مرأى ومسمع المجتمع الدولي على الأقل في العام 2010، ثم في العام 2014 ومن الطبيعي أن أي سلطة شرعية لديها مسئولية سياسية وأمنية حيال من يحمل السلاح مستهدفاً إسقاطها بالقوة.
هذه بديهية سياسية وليس مجالاً لأي جدال ولكن للأسف الشديد لا يلقي لها المجتمع الدولي بالاً ويمارس انحيازاً مفضوحاً ضد السلطة المركزية الشرعية وإسناداً غير موضوعي ولا مشروع ضد الذين يحارون هذه السلطة.
هذه واحدة، أما الثانية فهي أن القوى الدولية هذه تمنح حملة السلاح كل أنواع الأسلحة  الثقيلة (مدافع ، صواريخ، كاتيوشا) وتمنحهم فرصة الكشف عن تحركات الجيش الحكومي عبر الأقمار الصناعية وتقدم لهم كافة أشكال الدعم وهي تعلم أنهم يحاربون حكومة شرعية ولديها مسئولية حيال شعبها!
إذا كان لزاماً علينا وضع هذين الأمرين نصب أعيننا فإن من المدهش حقاً أن تقوم الدنيا ولا تقعد لمجرد أن الجيش والقوات النظامية الحكومية تصدت لهجوم من مجموعات عسكرية. قضية ما يعرف بقصف منطقة (هيبان) بجنوب كردفان يمكن اعتبارها أنموذجاً حياً لما سقناه حيث بدأت المجموعات المسلحة في التحرك في المنطقة المشتركة بهيبان لمهاجمة الجيش الحكومي فى منطقة تدعى (الأزرق).
هذه الحقائق استقيناها من مواطنين وشهود عيان بالمنطقة، لان أهل المنطقة عانوا لأمرين من هجمات المجموعات المسلحة التابعة للحركة الشعبية قطاع الشمال فهي تشن هجمات لو أن القوى الدولية تفصح عن تفاصيلها لأقامت المشانق لهذه الحركات المتمردة ميدانياً دون الحاجة إلى محكمة دولية. أهل المنطقة ليسوا على وفاق مع هذه الحركات المسلحة وهي حقيقة ظل المجتمع الدولي ينكرها ويتحاشاها.
تحركات هذه المجموعة اقتضت بطبيعة الحال ردة فعل عسكرية من قبل الجيش السوداني واستطاع الجيش السوداني ان يوقع خسائر في  قوات الحركة الشعبية سقط جراءها ضابط يحمل رتبة الملازم أول يدعى نصر الدين أمبيدو  و5 أفراد وعدد من الجرحى سارعت قوات الحركة بترحيلهم الى منطقة كاودا لتلقي العلاج.
هزيمة قوات الحركة ولمرارتها الشديدة وانكشاف تحركها من الطبيعي ان يدفعها إلى إطلاق ادعاءات واتهامات وهو ما بدا في مزاعهم بـ(مجزرة هيبان) وبدأت البيانات فى الصدور اعتباراً من 16/5/2016م من قبل الحركة ثم رابطة جبال النوبة بالولايات المتحدة ثم حركة جبريل ابراهيم وحزب الأمة القومي.
وبإستقصاء الأمر من جانبنا -ميدانياً- وهو دور إعلامي للأسف الشديد لا تنشط فيه الأجهزة الإعلامية السودانية بالقدر الكافي ثبت لنا أن هذه الدعاية وراءها منظمة يهودية شديدة الاعتداد بصهيونيتها تدعي (إسمارتن بيرس) مقرها واشنطن تقدم كل ما تحت يديها من دعم للحركة الشعبية ولم تطق هزيمتها على هذا النحو خاصة وأن الجيش السوداني نجح في تدمير مخازن أنشأتها (اسمارتن بيرس) لتخزين الأسلحة والدعم اللوجستي.
هذا الأنموذج واحد من عشرات النماذج التى يتحول فيها لجاني إلى ضحية إذ لا يتصور عقلاً ان تسمح حكومة شرعية تحترم مسئوليتها السياسية بإنشاء مخازن وتسليح لحركات مسلحة بواسطة منظمات أجنبية من المستحيل ان يكون كل مقصدها مقصداً نبيلاً!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق