الاثنين، 13 يونيو 2016

عبد الواحد نور .. وضع مأزوم يلي هزائم (جبل مرة)

يعيش المتمرد عبد الواحد محمد نور وفصيلة وضعاً مأزوماً بعدما الهزائم التاريخية التي تلقتها قواته مؤخرا في جبل مرة في قلول وغيرها من المناطق الاستراتيجية التي كان يفاخر بالسيطرة عليها وسطهم، هذه الهزائم سبقتها وتلتها سلسلة من الانشقاقات التي ضربت حركته لتعصف ماتبقى منها فقبل اشهر جرت أشتبكات عنيفة بين فصائل الحركة ادت إلى مقتل (29) من منسوبي فصيل عبد الواحد من بينهم قادة ميدانيون وجرح ما لا يقل عن عشرين آخرين في اشتباكات عنيفة داخل الفصيل بقرية كويلا الواقعة بالمنطقة الغربية لجبل مرة.وأتت الأحداث الأخيرة بعد قيام القائد العام المكلف بفصيل عبد الواحد يونس ديسونق بالاعتداء على مجموعة إنحازت للسلام بقيادة مسؤول التوجيه عضو المكتب السياسي للفصيل ، مما أدى إلى نشوب اشتباكات مسلحة عنيفة بين الطرفين استمرت لمدة يومين سقط خلالها عدد من القتلى والجرحى من بينهم قادة ميدانيون ، وبسبب ذلك تعرضت قرية كويلا موقع الحدث تعرضت لأضرار بالغة من حرق ونهب لممتلكات المواطنين جراء صراع منسوبي فصيل عبد الواحد فيما بينهم.وكانت المجموعة المنحازة للسلام رتبت للدخول في دائرة السلام والانضمام لبقية الحركات الموقعة ، وأصبح عبد الواحد يعتمد على مجموعة يونس ديسونق القائد العام المكلف والذي تربطه به صلة قرابة بعد أن انشق عنه القائد الثاني طرادة بكامل قواته ثم لحق به رئيس هيئة الأركان بعدد مقدر من القوات.
وفي يتعلق بالإنشقاقات فقد وقع في وقت سابق ما يجاوز الـ600 من منسوبي حركة عبد الواحد محمد نور -جنداً وقادة- وقّعوا وثيقة سلام مع السلطات السودانية. وكان اللافت والمثير للإنتباه حقاً فى هذا التطور الكبير أنه تزامن مع الأحداث الاخيرة التى شهدتها المناطق الشرقية لولاية شمال دارفور بما يُستفاد منه أن العمل المسلح فى دارفور فى الواقع لم يعد لديه مستقبل يذكر فى الاقليم.
فالهجمات التى دار رحاها وقتها فى مناطق مهمة من الولاية فى كلٌ من اللعيت جار النبي والطويشة وحسكنيتة أفرزت واقعاً مؤسفاً كاد أن يعيد للاذهان مشاهد سابقة في بداية استعار أوار الحرب فى دارفور منتصف العقد الاول من هذه الألفية؛ ولكن الصحيح أيضاً ان ما جرى مؤخراً فى شمال دارفور رغم الضجيج الاعلامي الذي صاحبه لا يتجاوز فى أحسن فروضه محاولة يائسة وأخيرة قامت بها حركات مناوي بعد حصولها على تشوين جيد من انقاض الصراع الجنوبي الجنوبي سعت من خلالها الى لفت الانظار إليها.
وقبل الانشقاق الأخير عاد عبد الواحد وبعد أكثر من (9) أعوام على عدوه الأول ميناوي وإنسلاخه الشهير في مؤتمر حسكنيتة، عاد وخلق عدواً آخر وهو أبو القاسم إمام.فعبد الواحد رجل لا يهدأ له بالاً إن لم تكن حوله خلافات وإنشقاقات فقد الرجل من قبل مع قادة ميدانيين غير ابو القاسم.
فالرجل (قبيل تجميد أبو القاسم ) واجه حركة إصلاحية عميقة الجذور داخل فصيله، تولى كبرها قيادات الصف الأول وخيرة ضباطه العسكريين أمثال مستشار رئيس الأركان (موسى مورني) وقائد التوجيه المعنوي (صلاح رصاص) وقادة آخرين.و هؤلاء القادة بدوا متبرمين جداً من الطريقة التى يقود بها عبد الواحد الفصيل وإصراره غير المبرر حسبما ذكروا على عزلة الحركة عن كل ما يحيط بها ورفض التفاوض مع الحكومة السودانية ذلك أن الأزمة الحالية للحركة أنها لا تملك على الأرض القدرة على تحريك الجمود فهي بالكاد (تحمي وجودها) ولا قبل لها بمواجهة عسكرية من أي نوع مع الحكومة وفى الوقت نفسه فهي رافضة للتفاوض، كما أن ساكني المعسكرات الذين كانت الحركة تباهي بأنهم يمثلون (جماهيرها) بدئوا بالعودة الطوعية وبعضهم تبدلت قناعاتهم الشخصية لسبب أو لآخر ولم يعد منجذباً للحركة.
عموماً فإن ما يجري الآن داخل فصيل عبد الواحد ليس على شاكلة الانسلاخات المعروفة، ذلك أن التفكير فى إنشاء حركة أخرى عبر الانسلاخ لم يعد له جدوى سياسية فالدعم منعدم والقوة تناقصت, وأفضل طريقة للمحافظة على وجود الحركة هو إصلاح خطوطها السياسية المتكلسة وضخ الحياة فيها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق