الأحد، 26 يونيو 2016

المرصد الصهيوني .. إسرائيل تراقب السودان من أريتريا

أورد المركز الفلسطيني للإعلام قبل أيام معلومات جديدة عن اقامة مرصد لمراقبة السودان ودول عاصفة الحزم من على قمة جبل مباسويرا جنوبي العاصمة اسمرا. مرصد قد يتحول مع الوقت من مهمة الرصد إلى القيام بمهام عسكرية أو بمهام لوجستية لدعم اطراف في معادلة أمن البحر الأحمر. الخطوة الإسرائيلية تأتي في وقت لا يخفى على أحد اهتمام دولة الكيان بمنطقة البحر الأحمر الاستراتجية، والتي اعتاد قادة وخبراء اسرائيلين تسميتها ضمن قضايا الأمن القومي الاسرائيلي. فتل ابيب تنزعج بشدة من الدعومات المقدمة
للحركات الفلسطينية وفي مقدمتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، كما ولا تخفي تل ابيب استيائها من تزايد عمليات تهريب البشر نواحي العمق الاسرائيلي، فضلاً عن رعبها من حراك القراصنة في الشواطئ المطلة على الصومال بما يحول دون انسياب العمليات التجارية والعسكرية الاسرائيلية.وعلى مستويات أعلى، فإن اسرائيل تعمل على ايجاد موطء لها في منطقة البحر الأحمر التي تسيطر عليه دول عربية قد تتكالب في يوم من الأيام ضد الوجود الاسرائيلي أسوة بما جرى في الخرطوم بعد حرب النكسة الشهيرة.
مع عضوية العاصمة الاريترية اسمرا في نادي الدول العربية، إلا أنها تملك صلات دبلوماسية بتل ابيب، فمنذ استقلالها يرفرف العلم الحامل لنجمة داؤود في قلب اسمرا من على مبنى السفارة الاسرائيلية.غير أن اريتريا ادمنت القول إن صلاتها مع اسرائيل صلات دبلوماسية علانية وفي اطار تبادل المصالح ولا يمكن إن تضر يوماً بالدول العربية.
وقالت المصادر ، إن المرصد أقيم على أعلى قمة جبلية في إريتريا، تُعرَف بقمة “أمباسويرا” القريبة من مدينة صَنْعَفي إلى الجنوب من العاصمة الإريترية أسمرا، حيث يزيد مستوى القمة عن 3000 م فوق سطح البحر.وأكدت مصادر في المعارضة الإريتيرية أيضا وجود هذا المرصد، حسب الخبير في شؤون شرق أفريقيا أسامة الأشقر، الذي بين أن الهدف منه مراقبة منطقة باب المندب الاستراتيجية، وضمان عدم تحولها إلى تهديد للمصالح الإسرائيلية في جنوبي البحر الأحمر، ولا سيما حركة السفن والتجارة الإسرائيلية.وأضاف الأشقر أن من مستجدات الوظائف اليومية لهذا المرصد مراقبة قوات التحالف العربي التي تنفذ عملياتها في اليمن، ورصد النشاط الإيراني البحري الذي ازدادت وتيرته على خلفية أحداث اليمن، والتطور الملحوظ في العلاقات الإيرانية–الإريترية؛ وذلك للتعويض عن خروج طهران من دولة السودان المجاورة.كما تشمل مهمات المراقبة تحليل حركة القوات البحرية والجوية في جنوبي البحر الأحمر، لا سيما بعد استئجار قوات التحالف ميناء بحريا جنوبي إريتريا، لأغراض الدعم اللوجستي وعمليات الإخلاء الطارئة، ومراقبة دولة السودان المجاورة التي يتهمها الاحتلال الإسرائيلي بالمساعدة في إيصال السلاح للمقاومة الفلسطينية.
من المؤكد أن اسرائيل قلقة من التفاف الدول العربية والإسلامية في حلف ضد أحواث اليمن، حيس من غير المستبعد أن يتحول هذا التحالف إلى أهداف أخرى، ربما تتقاطع مع مصالح دولة الكيان.وفي حال انفاذ مقرارات قمة العرب في شرم الشيخ قبل عامين بانشاء قوة دفاع عربية، فإن ذلك يقود لسيطرة شبه تامة على منطقة البحر الأحمر ما يعني ضرب طوق على دولة الكيان.عليه فاسرائيل مهتمة بشدة من معرفة الميزان العسكري لدول التحالف، تخوفاً من المستقبل.وتلعب اسرائيل في علاقاتها مع اريتريا طبقاً لخبراء على كرت التسليح والتأهيل العسكري، حيث لا تزال اسمرا قلقة من إندلاع حرب مع الجارة الاثيوبية.وهنالك تقديرات عن استفادة اسمرا من دعومات مالية وعسكرية تقدر بمليارات الدولار في مقابل سماحها بابتناء قواعد للجيش الاسرائيلي في اراضيها.
بيد أن اسمرا تنكر بشدة أن تكون اراضيها محلاً للقواعد الاسرائيلية، وتنادي من يقول بعكس ذلك لزيارة اراضيها والوقوف على ما يجري في ارض الواقع.ليس ذلك فحسب، فاسمرا قلقة كذلك من العلاقة الوطيدة بين اثيوبيا والسودان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق