الثلاثاء، 22 أغسطس 2017

هنا كانت تقيم فاطمة أحمد إبراهيم

في هذه الدار التي اشتهر وصفها بـ»دار العجزة» كانت تقيم الراحلة فاطمة أحمد إبراهيم. الدار هي (لانزدون) «كير هوم» Lansdowne Care Home
Residential Care Home
تقع  الدار في (كريكل وود) في شمال غرب لندن. عنوان دار رعاية (لانزدون)
Claremont R, Cricklewood , London NW2,1TU UK  
TELEPHONE: +44 20 8003 0261
للراغبين في خدماتها تقول (لانزدون كير هوم):
(مرحبا بكم في لانزدون حيث الرعاية الأساسية. ستجد (لانزدون) كير هوم في كريكل وود، شمال غرب لندن. هنا توفر طواقم التمريض من ذوي الخبرة العالية ومساعدي الرعاية والعمال الأساسيين رعاية عالية الجودة على مدار( 24 ساعة).  رعاية عالية الجودة تتراوح من (التمريض العام) إلى رعاية الخرف والخبل والعُته والجنون. دار رعاية (لانزدون كير هوم) تعتني بالناس الذين تعتمد حالتهم بدرجة كبيرة جدّاً على الرعاية التمريضية.. تلك الرعاية التي توفر لهم احتياجات تمريضية هم في أمسِّ الحاجة إليها. أيضاً توفر (الدار) رعاية تلطيفية ومسكِّنة ومخففة لما يعانون. نزلاء (دار رعاية لانزدون) يقيمون بصورة دائمة. أيضاً (الدار) توفر رعاية (فترة الراحة) للذين في حالة صحيَّة متأخرة جدَّاً. تعنى (الدار) دائماً بتنمية اعتماد النزيل على نفسه وتحترم كرامته واختياره.. دار رعاية (لانزدون) مريحة وترحب بالقادمين اليها وتوفر احتياجاتهم من الرعاية. تصميم مبنى(الدار) تمّ بعناية لخدمة احتياجات نزلاء الدار. مع حدائق ذات بهجة كبيرة رائعة وحديقة أفقية تسرُّ الناظرين مبستنةٍ جميلة، بسرائر مرتفعة من النباتات والزهور. تنظم دار رعاية (لانزدون) انشطة للمقيمين من الذين هم في حالة الخرف والخبل والعُته والجنون . حيث يمكنهم الدخول والخروج إلى الفضاء بحسب رغبتهم عندما يكون الطقس جيداً.  في الداخل، هناك ممرات وصالات مشرقة وفسيحة. كل من وحدات (الدار) الثلاث لديها غرفة طعام خاصة بها. جميع غرف النوم فردية مع أجنحة. (لانزدون) تحب  للنزلاء (شخصنة) هذه المساحات ليحسُّوا معها بألفةٍ أكثر ويشعروا بأجواء كمثل بيوتهم).
هنا في (لانزدون) كانت فقيدة السودان الراحلة فاطمة أحمد إبراهيم تعيش الفصل الأخير الحزين من حياتها.كانت في (لانزدون) تعيش مستوحشة وحيدة حزينة. في عيونها كآبة من يبصر ما لا يشتهي ويشتهي ما لايبصر. عاشت فاطمة أحمد إبراهيم وحيدة في (لانزدون) حتى الفراق والتفت السَّاق بالسَّاق.كانت تتمنىَّ لحظة الفراق. في (لانزدون) كانت فاطمة ترى في الموت نعمة إلهيَّة.. ولكن أين الحزب الشيوعي السوداني. أين (صياد الجنائز) الذي (يسمسر) ويتاجر بـ(الإنسانية) بينما رمى الأميرة في بئر الوحشة والعزلة والوحدة الكئيبة، والحرمان حتى من (كيف أصبحتي) و (كيف أمسيتي) و (تصبحي على خير). طوال مكثها في (القبر الصِّحيّ) كان (الحزب) لا يزورها في (لانزدون) في الغرفة رقم (5)، ولا ينظر إلى وجهها الباسم الصابر.كانت كالملاّح التائه في أعالي البحار. وكم  من طبيب لـ(الحزب) في بريطانيا من (كوادر) و (زملاء)، ولكن (الحزب) كان لا (يعبِّرها) و لاينظر في (روشتتها) الطبية ولا يعنيه أى دواء تتعاطى ولا يسأل عن نوع الطعام الذي (تتعاطى) ولا يبالي إن نامت ليلتها سعيدة في هناء أو كانت تعاني ما تعاني من اضطراب النوم والسّهر المضني متوحِّدة بلا أنيس، وطيور شمائلها الحلوة ترفرف من حولها ولا أحد من (الحزب) يطوي جناح الحنان عليها. لا أحد. و(مع ذلك ومع ذلك) كما انسكبت (المبادئ) في عقلها ووجدانها كانت تسكب روحها الحنون على الطفولة. كانت ذروة الأماني أن (تلمّ) أطفال الشوارع. كانت زينة العابدات. فاطمة صلاةً خاشعة في الميقات وصوماً تنتظر أن تُجزاه الجزاء الأوفى. كانت أيقونة جميلة رزانة ووقاراً وحشمة سودانية أصيلة حاسمة، ودمعة قريبة ومحنَّة غامرة في عفةٍ في رقةٍ في أدبٍ.. ذلك الكنز الذي لا يُستهان... أين من ذلك كنز الذهبِ .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق