الاثنين، 28 أغسطس 2017

رفع الحصار : خارطة 30 يومًا

فى 12 اكتوبر 2017م ، يتحدد مصير العقوبات الامريكية على السودان ، وغنى عن القول ان منظمات وجماعات ضغط تسعى الى تمديد رفع الحظر الامريكى ، ان اكثر من 150 منظمة كانت تعمل على قضية دارفور بشعارات مختلفة وقد تم تأسيس شبكة اتصالات واسعة وتجارب عمل وقنوات تواصل وآليات خطاب اعلامى ، ومعظم هذه المجموعات لديها وسائل ضغط داخلية وخارجية على متخذى القرار الامريكى والكونغرس ، ولذلك فإن الركون للوعود والتعاهدات وحده لا يكفى ، بل قد يكون نقطة ضعف تتسلل منها مواقف ضد السودان وتطوير المطالب من مسارات خمسة الى محاور ، ولذلك لا بد من خطة اسناد شاملة ، ولمدة شهر كامل تنتهى برفع العقوبات الامريكية وتضع اساسا لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب ، تتشارك فيها الدبلوماسية والاعلام والقوى السياسية والاحزاب والجماعات الوطنية ومنظمات المجتمع المدنى ، وتتنوع فيها الرسالة من ضغوط واتصالات الاصدقاء والمجموعات الاقليمية من الاتحاد الافريقى والجامعة العربية ، ومنظمات وتيارات سياسية ، ويتوزع الخطاب الى الداخل ، وخطاب مخصوص للرأي العام العالمى والنخب السياسية ، يستخدم الاستمالات السياسية والعاطفية والخيارات الاقتصادية والفرص الاستثمارية وعلاقات التعاون فى المجالات المختلفة . ان الخيار فى النهاية أما أن ينتهى الى رفع العقوبات الاقتصادية ، او ان يحرج الادارة الامريكية ويبين موقف السودان ويخلق حالة من التعاطف وتوسيع دائرة التحالفات ، ان هذا قرارا ضخما يتطلب عملا واسعا ومثابرة وخطة تفصيلية.
انه مجرد تذكير وتحريض على بناء خطة ممرحلة ، ذات اهداف واضحة وواجبات محددة ، وخطاب اعلامي منظوم ، بموجهاته ومنصاته وانتقاء الخبراء وتحديد الملفات ، واشكال الرسالة الاعلامية . ان الغاية تبيان أن السودان تعرض الى ظلم كبير ، وقد نال هذا الحصار من المواطن العادى وشكل اداة كابحة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية وانعكس تأثيره على حياة الناس فى قراهم وعلى الطلاب فى تحصيلهم وعلى العملية الانتاجية فى التعامل مع التقنية الحديثة وحتى فى اليات الاعلام الحديث .ان قوى سياسية ومجموعات سودانية معارضة تتبني قيادة حملة ضد رفع العقوبات وتتوسل لذلك بمخاطبات وندوات واعلانات ، وتقارير من منظمات ، وتستغل حتى منابر الامم المتحدة ومنظماتها ، وبالمقابل فإن منظمات وقوى سياسية سودانية مشاركة فى الحكم او بناء على اجندة وطنية لابد ان تقود حملة تكشف تأثيرات هذه العقوبات على المواطن السودانى.
ان السودان هذه المرة يتقدم خطوة على الادارة الامريكية من خلال مسارات واضحة ، وخريطة واجندة محددة ، وهذه فرصة مناسبة لاستغلال هذا الحدث بشكل صاخب ومؤثر للانتقال الى مرحلة جديدة ، والاستفادة من تقارير الادارات الرسمية والمؤسسات الامريكية الفاعلة ، فى الخروج من هذا الحصار ، ومن خلال ضغط اعلامى ورأي عام فاعل ونشط يمكن ان يتم تسريع رفع الحصار الاقتصادى ، ليس ذلك وحسب ، انما بناء صورة جديدة عن السودان والانتقال السياسى ، وبالعدم فإن المناسبة حدث يستحق ان يستغل لتبيان ادوار السودان واسهامه فى محيطه الاقليمى وفاعليته دوليا . ان اى حدث يمكن توظيفه الى غاياتك بحسن التدبير والرؤية البصيرة.
ان النوايا الحسنة وحدها لا تكفى ، والعمل دون خطة واحدة وخريطة شاملة لا يجدى ، وقد يؤدى الى نتائج عكسية وسالبة ، والقنوات الداخلية والبينية لا يمكن الاطمئنان اليها ، كما حدث فى 12 يوليو 2017م حين رفع نواب فى اخر الايام مذكرات ومارسوا ضغوطا على الادارة الامريكية ، وهى تواجه عواصف داخلية ، ولا خيار سوى تحويل الايام المتبقية الى عمل دؤوب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق