الأحد، 10 يونيو 2018

عبد الواحد.. لماذا فشل في جذب الأنظار إلى جبل مرة؟

حاولت حركة عبد الواحد محمد استغلال وقف اطلاق النار الذي اطلقته الحكومة مؤخراً، بمحاولة القيام ببعض الهجمات العسكرية من خلال جيوبها الموجودة في المنطقة في محاولة لزعزعة الأمن والاستقرار بالمنطقة بغرض ارسال رسالة الي المجتمع
الدولي مفادها ان الحكومة انتهكت وقف اطلاق النار وهاجمت قواته المتواجدة في المنطقة وهو الامر الذي لم يجد اذناً صاغية من المجتمع الدولي الذي اصبح مقتنعاً برغبة الحكومة في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
وتجئ تحركات عبد الواحد في وقت اصبح فيه خارج حسابات الحكومة والمجتمع الدولي بل انها اصبحت خارج حسابات القوى المعارضة الاخرى ولم تكن اجتماعات قوي نداء السودان التي اختتمت مؤخرا بالعاصمة الفرنسية باريس بمعزل عن حركة عبد الواحد الا اعترافا ضمنياً بعدم تأثيره في الميدان.
وقال جعفر محمد ابكر معتمد محلية وسط جبل مرة  ان المنطقة الآن اصبحت خالية تماماً من التمرد عدا جيوب بسيطة محصورة بمناطق ضيقة بالجبل من بقايا فلول حركة عبد الواحد، مشيراً الي حرص الحكومة علي نشر الوجود العسكري علي اوسع نطاق وتحجيم حركة هذه الفلول التي اصبحت تمارس اعمال سلب وقطع طرق وازعاج للمواطنين ، مؤكداً  ان السلطات تقوم بواجبها تجاه من يحاول زعزعة أمن المواطنين دون ان تخرق وقف اطلاق النار.
وظل عبد الواحد محمد نور رافضاً جميع المنابر التفاوضية الرسمية وغير الرسمية وهو مايخالف موقف الحركات الدارفورية الآخري التي جرت سابقاً كما أنه رفض التوقيع علي خارطة الطريق التي وقعت عليها حركات دارفور وقطاع الشمال.
ويري المتابعون أن عقلية عبد الواحد المتزمتة حولت حركة تحرير السودان الي مجموعات صغيرة ومتناثرة وخرج  عنها القادة المؤسسون لها، منهم من وقع اتفاق سلام مع الحكومة ومنهم من أسس حركة أو فصيلا مستقلا، فيما ذهب البعض الآخر الي حال سبيله أو التحق بالحركات  المتمردة الأخري.
تعاني حركة عبد الواحد كغيرها من حركات التمرد من التدهور اذ فقدت سيطرتها علي الأوضاع داخلياً وخارجياً وذلك بشهادة المجتمع الدولي الذي تبين له أن عبد الواحد يفتقد للعدالة والرؤية السياسية، وتحمله الدول التي كانت تقف معه مسؤولية انقسام الحركة الي أكثر من «40» فصيلا.
ويقول هاشم موسى البشر مساعد رئيس حركة القيادة التاريخية المنشقة عن الفصيل «عمدة منطقة جنوب جبل مرة» ان سوء ادارة عبد الواحد وشخصيته غير المتزنة أوصلته الي اعتلاء رأس فصيل بعد أن كان قائداً لحركة مسلحة، لافتاً الي أن هذا الفصيل أيضاً تلاحقه لعنة الانشقاقات بل تعدي الأمر الي مرحلة توجيه منسوبيه أسلحتهم لبعضهم البعض، مشيراً الي أن الأوضاع المزرية التي يعيشها الفصيل الذي أصبح غالبية منسوبيه من الأطفال والصبية صغار السن أدت لانتشار ظاهرة ادمان المخدرات وأمراض سوء التغذية والأمراض النفسية وحوادث الانتحار، متابعاً أن منسوبي عبد الواحد عاثوا فساداً في منطقة جبل مرة ، وتضرر من ممارساتهم غير الانسانية الكثير من المواطنين ، مؤكداً أن عبد الواحد فقد سيطرته علي جبل مرة بعد الانشقاقات التي ضربت فصيله والتي كان آخرها خروج مجموعة كبيرة تضم أكثر من «450» مقاتلا من منطقة جنوب جبل مرة بمعية قيادات بارزة قاموا بتسليم أسلحتهم وعتادهم لحكومة ولاية وسط دارفور ، ولا زالت هناك أعداد كبيرة من فاقدي الثقة في عبد الواحد يرغبون في الالتحاق بركب السلام .
وحاول عبد الواحد نور ان يسلك مسلكا مختلفا والاستفادة من ارتباطه بالمنظمات الغربية، الامر الذي لم يعد متاحاً الآن بعد الادانات الدولية الكثيرة للحركة مما دفع المنظمات وبعض الدول الغربية ان تغل يدها عن دعمه خاصة وانه لم يستطع ان يحقق اجندتها في دارفور ، وكان لممارسات نور أثر سالب علي مسيرة السلام في السودان كما أنها كانت وبالاً علي المجتمع الدارفوري الذي تأثر من ويلات الحرب والممارسات السالبة من الحركة في جبل مرة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق