الأحد، 1 أبريل 2018

منظمة كفاية الأمريكية وحملة جديدة ضد السودان!

لم يتبق لمنظمة (كفاية) الامريكية التى يديرها (جون برندر قاست) الكثير الذي يصلح لكي يكون عنصر ضغط فاعل ومؤثر ضد السودان. فقد نجح السودان في رفع العقوبات الامريكية التى أثقلت ظهره لما يقارب العقدين واستطاع ان يقف محازياً للولايات المتحدة في انشاء علاقات ثنائية قابلة للتطور والتطبيع الكامل في المستقبل القريب، وكانت كفاية تناضل منذ سنوات لمزيد من هذه العقوبات.
كما نجح السودان في تخفيف الضغط الدولي عليه في ما يلي الاتهامات التى ظلت تطلق عليه بشأن حروبه الداخلية واعمال العنف والانتهاكات المزعومة، واستطاع ان يوصل المجتمع الدولي إلى قناعة بتخفيض قوات حفظ السلام في اقليم دارفور ووضع استراتيجية انسحاب تدريجية من الاقليم عقب استقرار الاوضاع هناك.
نجح السودان ايضاً في بناء علاقات اقليمية ودولية جيدة جعلت منه لاعباً مؤثراً في المنطقة وفي المضمار الدولي، خاصة فى قضايا مكافحة الارهاب و غسيل الاموال و الاتجار بالبشر، و استضاف العديد من اللقاءات و الورش العلمية لمعاونة المجتمع الدولي في الحد من هذه الظواهر الامنية السالبة التى تقلق العديد من دول العالم و التى يتمتع السودان حيالها بمزايا جغرافية تجعل منه قادراً على القيام بالكثير لمصلحة المجتمع الدولي في هذا الصدد.
إذن لم يتبقى لـ(كفاية) ما يكفي للاستمرار في ملاحقة هذا البلد، ولهذا فان من الطبيعي ان تركز كفاية على قضية شطب إسم السودان من لائحة مكافحة الارهاب، فهذه هي آخر ورقة مهمة لا ينبغي تركها تتسرب من بين يديها بهذه السهولة، وهو ما جعل المنظمة تطلق في الثاني من مارس المنصرم مشروعاً يمكن وصفه بأنه مشروع مسعور للحيلولة دون إزالة اسم السودان من لائحة الارهاب.
(كفاية) تبذل جهداً شاقاً لكي تمنع صناع القرار في واشنطن من الاقدام على خطوة إزالة اسم السودان من لائحة الارهاب، فهي تعتبر ان خطوة كهذه من شأنها تقويض كل جهود السياسية الامريكية. والمتتبع للنهج الذي تنتهجه (كفاية) في السنوات الماضية يلاحظ انها ظلت دائماً تلاحق السودان بدعاوي ازمته الاقتصادية، ودعم المتطرفين وممارسة القمع الديني والابادة الجماعية والتعاون مع روسيا و تركيا! واعاقة المساعدات الانسانية، ففي 25 ابريل 2017 قالت كفاية ان دولة السودان دولة قمعية لديها نظم (ثيوقراطي) اهدافه الاساسية اثراء الذات والحفاظ على السلطة و ممارسة المحسوبية والعنف و القصف العشوائي والتطهير العرقي وأنها لهذا السبب تدعم استمرار فرض العقوبات الاقتصادية علي السودان بمنع التدفقات المالية من الخارج ومعاقبة المسئولين عن الفظائع و حظر تجارة الذهب ومكافحة الفساد!
الامر نفسه كانت المنظمة قد دعت اليه في العام الذي سبقه وذلك في 15/4/2016م حينما أطلقت حملة للرئيس الامريكي و الكونغرس لفرض المزيد من العقوبات الاقتصادية، ومنع أي تقارب او تطبيع مع السودان.
ويلاحظ القارئ و المراقب المتابع للطريقة التى تتبعها كفاية انها تتحامل على الحكومة السودانية  وتجاهل -عن قصد- ممارسة الحركات المسلحة! والمنظمة ايضاً تتجاهل  -بسوء قصد- كيف ان السودان وافق على خارطة الطريق التى قدمتها الآلية الافريقية رفعية المستوى لاحلال السلام بينما رفضتها الحركات المسلحة!
المنظمة بهذا الشكل الفاضح تتخذ لنفسها (اجندة خاصة) وترسم سياسة منفردة تخصها هي وحدها، فهي ليست مهتمة بمصلحة السودان وإن كان هذا زعمها لانها لو كانت كذلك لاهتمت بكل اطراف الازمة بموضوعية وتوازن؛ كما ان حملتها هذه تهدف إلى منع السودان -كدولة- من تطور اقتصاده و تنمية ذاته، واستغلال موارده، وهي حملة ليست اخلاقية بحال من الاحوال لانها تعلم ان فرض العقوبات ولائحة الارهاب تلحق اضرار مباشرة بشعب السودان بالدرجة الاولى.
لقد ادركت واشنطن نفسها ان العقوبات تضر بأفراد الشعب وتزيد من معاناته ومن المدهش ان (كفاية) تسعى لكي ترسم لصناع القرار الامريكي سياسة من بنات افكارها هي!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق