الخميس، 19 أبريل 2018

ماذا أعدت القوى السودانية لانتخابات 2020 ؟

لا يفصلنا عن الانتخابات السودانية العامة المقررة رسمياً العام 2020 سوى عام ونيف، أي ما تبقى من العام الحالي 2018م والعام المقبل 2019، وفي الغالب فان تاريخ إجراؤها يقع في الربع الاول من العام 2020 بما يعني -عملياً- ان العام المقبل
2019 ينبغي ان يكون عام الإحماء و الاستعداد للمنازلة القادمة غير ان ما يؤسف له في هذا الصدد:
 أولاً، ان القوى السياسية السودانية المعارضة يساورها اعتقاد ان الزمن المتبقي طويل، ومن الممكن ان تحدث مفاجآت، وبعض هذه القوى -للاسف- ما زالت أسيرة ماضي تحلم ان يعود وما هو بعائد، ماضي يتمثل في انتفاضة شعبية على غرار 1964 – 1985 تنهي النظام القائم و تليه فترة انتقالية ثم انتخابات عامة!
هذا الحلم المستحيل قضى تماماً على همة هذه القوى ونزع من ذهنها فكرة خوض التنافس، ومحاولة تحقيق الفوز مرات ومرات وحصر كل همها في (حدوث معجزة سياسية) تطيح بالنظام القائم وتهدي اليها السلطة على طبق من ذهب او فضة!
ثانياً، إحجام القوى السياسية المعارضة عن خوض الانتخابات 2010 وهي اول انتخابات تلت الفترة الانتقالية لاتفاقية السلام المبرمة في نيفاشا 2005 هو الذي أوردها هذا المورد المهلك، فلو أنها خاضت بإرادة وعزيمة تلك الانتخابات ثم خاضت التى تليها، لكانت قرأت جيدا الملعب و لنالت خبرة سياسية ولنجحت في إكساب اللعبة الديمقراطية النكهة المطلوبة، ولهذا فان الذي تحاشى تلك التجربتين، ومن الصعب أن يقوى على خوض تجربة أخرى، خاصة ان الظروف –في كل مرة– تتغير والخارطة السياسية تتبدل، والمتغيرات في كل العالم تجري كموج البحر.
ثالثاً،  ليس من الموضوعية في شيء السعي لإسقاط حكومة وفاق وطنية جاءت نتيجة لمشروع حوار وطني امتد لحوالي العامين! حكومة وفاقية تتكون من عدد من الاحزاب لا يمكن لعاقل ان يعتقد ان بإمكانه إسقاطها عبر انتفاضة شعبية! مخرجات الحوار الوطني جاءت من رحم القوى الحزبية والمجتمعية الحية في السودان ليس من السهل الاستهانة بها وإلقاؤها في سلة المهملات.
رابعاً، من قال ان الديمقراطية هي التى تعقب الانتفاضة الشعبية؟ ومن قال ان التنافس الانتخابي يجب ان يرتكز على الاحزاب التقليدية في المعاقل التقليدية القديمة؟ لقد تغيرت الأوضاع والخارطة في السودان، واتسعت مناطق الوعى و تغيرت الأجيال، وتغيرت المفاهيم ومن المؤكد ان السياسي الحصيف هو من يراهن على جماهيره مهما كانت الظروف ومهما كانت النتائج!
وعلى ذك فان مما يؤسف له ان القوى السياسية السودانية لا تبدي حتى الآن الاستعداد الواجب للعملية الانتخابية، غالب قوى المعارضة هناك على الضفة الأخرى للنهر، في انتظار جثة غريق لن تأتي إلى الشاطئ أبداً!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق