الأحد، 1 أبريل 2018

السيد الصادق المهدي يحمل السلاح!

الذين تسنّى لهم رؤية السيد الصادق المهدي عقب اختياره رئيساً لقوى نداء السودان بالعاصمة الفرنسية باريس مؤخراً، قالوا إن الرجل بدا سعيداً ومسروراً غاية السرور! وبالطبع هم محقون في ذلك لسبب في غاية البساطة ويتعلق بطبيعة ذهنية السيد الصادق المهدي ومزاجه وميوله الشخصية.
فالرجل شديد الشغف بـ(الرئاسة) وله ولع وافتتان فطري اشتهر به الرجل منذ أن بلغ الثلاثين من عمره في ستينات القرن الماضي ونازع السيد محمد أحمد المحجوب رئاسة الوزارة العام 1969م.
الأمر نفسه سعى له السيد الصادق حين تم تكوين ما عرف تاريخياً بالتجمع الوطني منتصف تسعينات القرن الماضي ولكنه لم ينجح فيه وزاحمته الحركة الشعبية حينها ولم تدع له فرصة الرئاسة التى توطدت للسيد محمد عثمان الميرغني وأسرّها الصادق المهدي في نفسه.
مرة أخرى وحين تم تكوين ما عرف (قوى الإجماع الوطني) حاول المهدي الحصول على رئاسة الكيان المعارض ولكن لم يوفق، فقد نازعه بشدة السيد فاروق أبو عيسى ولم يدعم مجالاً للرجل للجلوس على المقعد! الآن وصل المهدي -بعد طول معاناة وصراع مع مرضه السياسي- الي مبتغاه برئاسة قوى نداء السودان! غير ان أزمة الرجل بهذه الرئاسة هذه المرة مرشحة للتفاقم إلى حد ربما لا يكون محتملاً للثمانيني العتيد.
أولى أزمات المهدي التى سوف تجلبها له هذه الرئاسة: أولاً، أنها ستجعله في موقع (حامل سلاح) ضد الدولة السودان لان قوى نداء السودان بطبيعة تكوينها هي خليط من القوى المسلحة والقوى السياسية. ومن المعروف قانوناً ان التحالف مع القوى المسلحة – مهما كانت النوايا والأهداف – هو في خاتمة المطاف حرب ضد الدولة وحمل للسلاح ضدها ويتعارض مع ممارسة العمل السياسي السلمي، خاصة ان المهدي زعيم لحزب الأمة القومي، ولديه التزام بممارسة العمل السياسي السلمي!
ثانياً، هذه الرئاسة ستجعل المهدي يبقي بالخارج و يطوف بالعواصم الخارجية كأمر غير مفيد سياسياً وغير مجدي باعتبار أن العمل السياسي الشريف عمل وطني داخلي، ويتحمل فيه السياسي كل تبعاته معارضته ويتفاعل مع معطيات العمل السياسي الداخلي ويهتم بقضايا الوطن الداخلية عن كثب. هذه المزية فقدها المهدي وأصبح يتعين عليه ان يتخذ حقيبة يحمل فيها أشياؤه وأوراقه ويطوف بعواصم العالم، وهو أمر لا يليق به.
ثالثاً، قوى نداء السودان نفسها –على علاتها– قوى متشاكسة وليست موحدة ومن الممكن ان تزداد تمزقاً وتشتتاً في المرحلة المقبلة بما يجعل من رئاسة المهدي لها (زيادة لعنة) على اللعنة التى تعانيها هذه القوى أصلاً.
إجمالاً فان المهدي فى واقع الأمر ولج إلى مضمار مسلح في الوقت الذي لم يعد فيه مجدياً هذا المضمار المحفوف بالفشل والخيبة وتلك أيضاً واحدة من مثالب الرجل، اتخاذ الخطوات الخاطئة في الوقت الخاطئ وتوقع نتائج مختلفة!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق