الخميس، 19 أبريل 2018

قمة القرن الافريقي بالخرطوم.. تجمع اقتصادي بأبعاد سياسية

من المقرر أن يستضيف السودان القمة التأسيسية للتجمع الاقتصادي لدول القرن الأفريقي ” السودان وإثيوبيا والصومال وأريتريا وجيبوتي”، والتي تم تأجيلها لوقت سيتم تحديده لاحقاً. وقدم السودان المبادرة لعقد القمة التى تعتبر الأولى من نوعها لجهة أنها تضم دول القرن الافريقي التي تملك أهمية استراتيجية وتتمتع بميزات تفضيلية، ولكونها تمثل منطقة موانئ ومرور حاملات النفط والغاز والاتجار بالبضائع وجميعها عوامل جعلت منها نقطة جذب دولية.
ولان مبادرة تأسيس القمة الإقتصادية  لدول القرن الإفريقي سودانية خالصة وجدت قبولا كبيرا وسط الساحة الاقتصادية الاقليمية والدولية، المراقب وصفها بالناجحة لاشتمالها على كافة اركان التأسيس والنجاح، إلي جانب أنها ذات أبعاد سياسية تؤكد استقرار الاوضاع كافة بالقرن الافريقي، وهذا ما يدفع بتسريع تحديد وقتها خلال فترة وجيزة خاصة وأن جميع الترتيبات مكتملة بنسبة كبيرة.
ويأمل السودان من خلال هذا التجمع للإستفادة من التعاون الاقتصادي والسياسي مع دول القرن الإفريقي، ومن المقرر ان تبدأ استئناف التحضيرات الخاصة بالقمة خلال الايام القادمة باجتماع موسع على مستوى الخبراء ومن ثم تعقبها اجتماعات وزراء الخارجية بعد ان تم وضع مسودة النظام الاساسي المنشئ للتجمع، وكان الرئيس عمر البشير قام بتوجه الدعوات لنظرائه المعنيين بالقمة للمشاركة في اعمالها على مستوياتها المختلفة مما يؤكد انعقاد القمة خلال فترة وجيزة.
ويقول السفير محمد عبد الله ادريس وزير الدولة بالخارجية لـ(smc) أن تدشين القمة والتجمع الاقتصادي لدول القرن الافريقي في الخرطوم يبدا باجتماعات الخبراء ومن ثم يعقبها الاجتماع الوزاري الذي يضم جميع الجهات المعنية، وقال أن برنامج القمة التأسيسية يحتوي علي تجمع  دول القرن الافريقي الخمس، مبيناً أن الهدف من التجمع الاقتصادي هو تحقيق التكامل والشراكة الاقتصادية بين تلك الدول في مجالات الاستثمار والتجارة تبادل المعلومات والخبرات، ويؤكد في حديثه أن التجمع سيكون له ما بعده خاصة فيما يتعلق بالتعاون الاقتصادي وتنسيق المواقف السياسية بين تلك الدول .
وفيما يختص بتحديد موعد أنعاقل القمة التي تم تأجليها لتزامنها مع القمة العربية بالمملكة العربية السعودية توقع مراقبون إنعقاد القمة التأسيسة لدول القرن الافريقي بالخرطوم خلال الايام القليلة القادمة بعد اكتمال المشاورات الخاصة بهذا الشأن بين الدول المشاركة.
ويقول سمير أحمد قاسم أمين أمانة السياسات والتخطيط بإتحاد عام أصحاب العمل السوداني في حديثه لـ(smc) أن تجمع دول القرن الافريقي به فوائد كبيرة للسودان خاصة ان المنطقة تمتاز بثروات هائلة غير متوفرة بالدول الافريقية، ويشير إلي أن أهم هذه الميزات تمتع السودان بالاراضي الخصبة التي تصلح للزارعة، بجانب انه غني بأكثر من (79) نوع من المعادن و(120) مليون راس من الثروة الحيوانية، موضحاً أن تلك العوامل تعتبر رئيسية لنجاح القمة وتحقيق الاستفادة القصوى للدول المشاركة والسودان علي وجه الخصوص. وتوقع أن يدفع التجمع الاقتصادي الذي تشهده قمة القرن الافريقي بالإنتاج والإنتاجية ويعمل على تقليل البطالة وتخفيف حدة الفقر نسبة لانتعاش حركة التبادل التجاري والإستثماري وهو ما ستبحثه القمة الاقتصادية المنتظرة.
ويضيف قاسم أن القمة التي بادر السودان بعقدها أمر كبير ويجلب فوائد عديدة لصالح الدول المشاركة الأمر الذي يستوجب من حكومة البلاد ترتيب البيت الداخلي بالتنسيق بين القطاعين العام والخاص، بجانب أن تكون هنالك إرادة سياسية لزيادة الانتاج والتخطيط السليم لدفع الصادر ورفع عائداته.
ولا شك أن جميع الأوساط الاقليمية والدولية ترقب الحدث الاقتصادي الافريقي بعد أن بادر به السودان بعقد قمة اقتصادية لدول القرن الافريقي بهدف تحقيق التكامل والشراكة الاقتصادية بين دول القرن الإفريقي في مجالات الاسثمار والتجارة وتبادل المعلومات والخبرات، في ظل التوقعات أن يكون هذا التجمع الاقتصادي الجديد جسرا نحو التعاون التجاري وتنسيق المواقف السياسية بين الدول الخمس.
ويرى مراقبون أن  أهمية  القرن الافريقي  ليست وليدة اليوم فقد كانت ومنذ العصور القديمة محل انظار المجتمعات الاقليمية والدولية لاهميتها الاستراتيجية وإطلالها على طرق التجارة الدولية البرية والبحرية، بجانب أن عدد من البلدان يمر نفطها عبر المنافذ البحرية التي تتحكم فيها تلك الدول بيد ان ذلك لم يكن قاصرا فقط على هذه الدول فالعديد من دول الغرب وعلى رأسها امريكا وكذلك الصين واليابان وتركيا جميعها تسعى لتقوية علاقاتها بالمنطقة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق