الأربعاء، 11 أبريل 2018

المهدي صعوبات علي طريق العودة !!

تعددت طرق ووسائل خروج السيد الصادق من السودان، وتعددت أيضاً وسائله في العودة! وفي كل خروج كان المهدي وبعد أن يزعم أنه خرج (بتكليف من الحزب) يقضي الأشهر والسنوات الطوال ثم يعود أبيضاً كما يزعم (بقرار من الحزب) !! 
وما بين الخروج والعودة ومهما بحثت ونقبت لن تجد فارقاً يذكر! الرجل ماهر في تزجيه الوقت خارجياً وداخلياً واستحداث (نظريات) و(مسميات) سياسية منتقاه بعناية ! غير أن المهدي هذه المرة يحتاج إلي تكتيك إلي تكتيك قوي لكي يعود إلي السودان، فالتطورات التي حدثت في العاصمة الفرنسية باريس بترؤسه لقوي (نداء السودان) تكاليفها السياسية باهظة للغاية!
وبإمكاننا قراءة جدول تكاليف هذه الخطوة كالآتي: أولاً: أًصبح من المهم جداً أن يحدد المهدي وضعيته السياسية هل هو زعيم لحزب سياسي يعتمد العمل  السياسي السلمي، أم أنه عاد لخلط العمل السياسي بالعمل المسلح؟ هذه المعادلة ليست بالسهولة التي ربما بدت للرجل ولمن هم حوله في قيادة حزبه ، فقد أصبح يترأس تحالفاً يجمع بين السلاح والسياسة وهو أمر لا تتيحه له لا لوائح حزبه حتي ولا قوانين السودان ولا قانون الأحزاب.
ثانياً: إذا حاول الرجل طمس معالم السلاح في التحالف- لتفادي المساءلة القانونية – فإنه بذلك يكون قد خسر رئاسته لأن الذين ارتضوا رئاسته من حملة السلاح هدفوا من وراء ذلك أن يعبر عنهم ، وإذا لم يعبر عنهم أو تنصل من كونه يمثلهم فإنهم وسوف ينهار – التحالف تلقائياً ! ثالثاً: حتي ولو لقي الرجل القبول داخلياً بعد أن يعود وارتضت الحكومة ترؤسه لتحالف سياسي ومسلح كيف سيتعامل الرجل مع معادلة كهذه إذا سنحت سانحة انتخابات عامة محايدة ونزيهة – العام 2010 -؟ وأين يكون موقعه ؟ وكيف بإمكانه أن يتخلص من حمولة تثقل الظهر كهذه ؟
رابعاً: هب أن الرجل نجح في المحافظة علي وضعه الجديد رئيساً للتحالف أين سيكون موقعه إذا ما دارت مفاوضات بشأن إقليم دارفور وبشأن المنطقتين وفق لمرجعيات الاتحاد الإفريقي ورئيس الآلية الإفريقية ثابو أمبيكي؟ ألا يكون الرجل حينها بمثابة (طرزان سياسي) ؟
من المؤكد أن حسابات السيد الصادق المهدي هذه المرة ستكون صعبة وتكاليف نقلته السياسية الجديدة أكبر مما تصور، ويعجب المرء كيف أن الرجل بكل خبرة السنين والعقود الهائلة عاد وفي نهايات القاطرة السياسية ليكون محلاً لمناورات وتكتيكات قوي مسلحة وأحزاب لا رصيد لها حتي في الخيال والأحلام!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق