الاثنين، 25 ديسمبر 2017

مرحباً بمحمد الفاتح الجديد (أردوغان)

يشرق اليوم على بلادنا يوم بهيج يحل فيه علينا ضيف كريم ورجل عظيم ومجدّد كبير تنتظره الأمة جمعاء بفارغ الصبر ليُعيد إليها مجدها ويبعث فيها الروح بعد أن ماتت أو كادت.إنه محمد الفاتح الجديد - فاتح القسطنطينية - رجب طيب أردوغان.
فهمتُ تماماً الآن لماذا سعى الأعداء وجدّوا وبذلوا الغالي والنفيس لإنهاء حكمه كما فعلوا في مصر التي أتوا فيها بنظام حكم تابع لبني صهيون وعملائهم في المنطقة .. علمتُ الآن لماذا بُذلت المليارات للقضاء على أردوغان من خلال المحاولة الانقلابية بتاريخ 15 يوليو 2016 كما قضوا على حكم الرئيس المصري محمد مرسي الذي كان (شوكة حوت) في حلق إسرائيل وأمريكا وما إن أطاحوا بحكمه حتى خلا الجو للأقزام في المنطقة ليعبثوا بالمقدسات وليمكّنوا عدو الله ترمب من سرقة أموال الأمة برضا قادتها الصغار .
نحمد الله العزيز أن أنقذ أردوغان من كيدهم ليواصل مسيرة النهضة وللتصدي لكيد الأعداء وليزور الخرطوم اليوم ويمنحها من فيض عطائه وليردّها إلى حضنها الإسلامي بعيداً عن حلف بني صهيون.
بُعث أردوغان مجدداً للأمة .. أي والله، فقد جاء ليُزيل تركة الذئب الأغبر أتاتورك الذي جثم على صدر الأمبراطورية العثمانية ليُحيلها إلى مسخ مشوّه وتابع ذليل لمن حطّموها من الحلفاء المنتصرين في الحرب العالمية الأولى، إذ أخذ الرجل بقشور

حضارة أوروبا واقتلع تركيا من كل إرثها القديم وخلعها من جذورها وشنّ حرباً لا هوادة فيها على الإسلام .
كان الحلفاء قد احتلوا في أعقاب الحرب العالمية الأولى منطقة الشرق الأوسط ومزّقوها إربا بعد أن أزاحوا الخلافة العثمانية وعقدت بريطانيا وفرنسا صفقة اتفاق سايكس بيكو الذي مهّد لقيام إسرائيل بعد وعد بلفور المشؤوم عام 1917.
تلك قصة طويلة تحكي عن فترة مظلمة من فترات التيه والاستبدال الذي خضع له عالمنا الأسلامي فقد قامت جمهورية أتاتورك عام 1923 على أنقاض الإمبراطورية العثمانية وبعد حوالي خمس سنوات ستنتهي المائة عام التي أخضع الحلفاء فيها تركيا لاتفاقية ذل وهوان تدوم قرناً من الزمان، وستنعتق تركيا أردوغان بعدها من تركة ذلك العميل البغيض أتاتورك وتعود من جديد ممسكة بخطام الأمة الإسلامية نحو فجر جديد ودورة جديدة من دورات التاريخ.
كانت تركيا أتاتورك قبل أردوغان تخضع لعلمانية متوحشة لا تشبه علمانية أوروبا (الوديعة نسبياً)، فقد كان محظوراً أن ترتدي المسلمة زياً محتشماً ولا يُسمح لطالبة بمجرد أن تغطي رأسها وقس على ذلك، فقد بلغ الانحطاط بتركيا في عهد ذلك العميل منتهاه.
عندما قرأ أردوغان خلال خطاب جماهيري أبيات شعر اشتم فيها أتباع أتاتورك رائحة الإسلام سجنوا بطلنا الهمام وعزلوه من منصبه كعمدة أو محافظ على اسطنبول - أكبر المدن التركية.. كانت تلك القصيدة تقول :
مساجدنا ثكناتنا
قبابنا خوذاتتا
مآذننا حرابنا
والمصلون جنودنا
هذا الجيش المقدس يحرس ديننا
ذلك كان حال تركيا المبغِضة للإسلام والتي يُعيد أردوغان إليها روحها بعد أن أزهقها المستعمرون ونصبوا عميلهم الحقير حاكماً عليها.
وُلد أردوغان في عام 1954 في مدينة اسطنبول، وتخرج في كلية الاقتصاد بجامعة مرمرة.. انضم في شبابه الباكر إلى حزب أربكان (الخلاص الوطني)، وبعد انقضاء أمد الانقلاب الذي رتّبه العسكر، حُرّاس العلمانية في دولة أتاتورك، وعودة الحياة الديمقراطية من جديد، أنشأ أربكان حزب الرفاه الذي فاز أردوغان من خلاله بمنصب عمدة اسطنبول عام 1994 ونجح الرجل نجاحاً كبيراً في تغيير وجه اسطنبول، الأمر الذي أزعج بني علمان الذين انتهزوا فرصة إلقائه لتلك القصيدة فقاموا باعتقاله عام 1998 بعد اتهامه (بإثارة الكراهية الدينية)!
انقلب العسكر مجدّداً على الديمقراطية كما ظلّوا يفعلون كلما شعروا بصعود الإسلاميين بقيادة أربكان في الانتخابات فقرر أردوغان هذه المرة اتخاذ مسار جديد بتكتيك جديد بعيداً عن أربكان الذي كوّن حزب الفضيلة، فانشق أردوغان ليؤسس حزب العدالة والتنمية في 2001 وليُعلن أنه يعمل وفقاً لمبادئ أتاتورك لإقامة المجتمع المتحضر في إطار القيم الإسلامية وفاز في انتخابات 2002 بأغلبية مكّنته من الحُكم ولم يشكل الحكومة إلا بعد سنتين بسبب تداعيات سجنه السابق.
تلك كانت شذرات من سيرة الرجل العظيم والذي يُمثّل الإنموذج الحي لتطبيق الآية القرانية الكريمة (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) صدق الله العظيم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق