الأربعاء، 27 ديسمبر 2017

زيارة أردوغان والإعلام المصري..

لا ندري لماذا تحاول بعض وسائل الإعلام المصرية، التعامل مع زيارة الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس جمهورية تركيا للسودان بهذه الدرجة من الغيظ وسوء النية، وتفسيرها والإيحاء بأنها ليست في صالح مصر، كأن السودان عدو لدود وتركيا خصم متربص، كما تحاول بعض العقليات الإعلامية المصرية التعامل مع قضايا السودان بحنق كأنها تعتقد أن بلادنا ضيعة تتبع للقاهرة،
فهذا الوهم والتوهم الذي يسيطر على بعض إخوتنا الإعلاميين وربما السياسيين في شمال الوادي، لا معنى له وهو يثير السخرية وربما الشفقة لما وصل إليه حال الإعلام المصري .
زيارة الرئيس التركي أردوغان، زيارة مهمة وتاريخية بالنسبة للسودان، ومن حق السودانيين الاحتفاء بضيفهم وحُسن وفادته واستقباله.
فتركيا دولة شقيقة مسلمة ظلت لقرون قائدة للعالم الإسلامي، وهي آخر مواطن الخلافة الإسلامية التي تآمر على إسقاطها الغربيون واليهود، ومزقوها إرباً إرباً، كمقدمة لتمزيق وحدة بقية الدول الإسلامية والعربية. ولو كانت تركيا قوية في بدايات القرن العشرين، لتغير مسار التاريخ، والآن بقوة تركيا الحالية سيتغير مسار التاريخ .
للسودان علاقات قوية مع تركيا، وبينهما روابط ومنافع مشتركة ومنطلقات واحدة لا يمكن أن تنفصم عُراها، وهي لصالح الشعبين ولمصلحة كل الأمةالإسلامية، ولن تكون أبداً علاقة موجهة ضد أية جهة أو على حساب مصر كما تتوهم بعض الأصوات والأقلام المصرية .
زيارة السيد أردوغان إلى السودان، زيارة أخ لإخوته وزعيم دولة عظيمة تهب كل تجربتها وخبرتها لصالح إخوة الدين والعقيدة، ولا تحمل إلا الخير للسودان ومحيطه وجيرانه، ومن العيب أن تظن بعض وسائل الإعلام المصرية أن الزيارة لها أهداف ومرامي أخرى يمكن أن يتضرر منها أي طرف مهما كان، فهذا تفسير وتأويل لا قيمة له وتحركه أغراض ومشاعر مريضة، لا تخدم حتى مصالح مصر نفسها التي أعلن وزير خارجيتها السيد سامح شكري أن بلاده تريد تطبيع علاقاتها مع تركيا، فكيف تخرج علينا تخاريف صحافية وإعلامية من القاهرة تريد تشويش وتشويه زيارة رئيس دولة الى دولة أخرى ذات سيادة وليست لديها أية علاقة عداء مع جيرانها، فلمصلحة من يُراد لهذا الفهم المغلوط والقاصر أن يتمدد في الإعلام المصري؟.
إذا كان السودان يعمل على تطوير وترقية علاقاته مع أشقائه وأصدقائه من كل دول العالم، ويعمل على تنمية موارده وقدراته الاقتصادية والعسكرية وتقوية دوره السياسي والتفاهم مع الجميع على قواسم وأسس مشتركة للتعاون، فما الذي يضير مصر من ذلك؟ هل من حقنا بناء على ما ينشره ويبثه الإعلام المصري أن نصدق ما يقال عن حرص مصر الرسمية في كل الحقب في السابق والحاضر، أن يظل السودان ضعيفاً وفقيراً معدماً وتابعاً؟ وأن يقبع في أقبية التخلف التنموي وتحت الضغوط الاقتصادية ولا يستفيد من موارده وثرواته؟.
من العيب أن يظل بعض الإعلاميين المصريين يحملون هذه الرؤية والتصور في التعامل مع السودان، وأن يلوكوا هذه العلكة الفاسدة كل هذا الوقت، اذا لم يتخلصوا من هذه العلل والأمراض والوساوس القهرية، ستفقد مصر كل جار وصديق، وستكسب الكراهية والبغض من أقرب الأقربين قبل الأبعدين، وبعد قليل اذا استمرت هذه العقليات الشوهاء في واجهة الإعلام المصري ، فلن نجد من يُؤْمِن بحقيقة أن قوة السودان هي قوة لمصر وقوة مصر قوة للسودان .
يا هؤلاء رويدكم ..زيارة أردوغان لن تغير حقائق الجغرافيا ولا معالم التاريخ .. لكنها حتماً ستغير من مفاهيم بالية وقديمة .. فغيروا من نظرتكم للسودان يتغير الكثير معها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق