الثلاثاء، 12 ديسمبر 2017

حركات دارفورية منزوعة السلاح والمستقبل!!

من الناحية النظرة المحضة، هنالك حركات دارفورية مسلحة تزعم أن لديها نظام ومطالب حملت من أجلها السلاح! هذه المزاعم التي صادفت هوي لدي بعض القوي الدولية وممولي الحروب وصانعي الأزمات، سرعان ما تراجعت ولم تستطع الصمود حينما واجهتها الحكومة السودانية بذات منطقها وأسلوب عملها!
ولذا أصبح من الناحية العملية الآن، أن هنالك قادة لحركات مسلحة – للمفارقة- ما زالوا يحملون ذات اللافتات والمزاعم، مع أنهم فقدوا قواتهم وأسلحتهم بحيث أًبحوا – كما يقول الأخوة في شمال الوادي- (عمدة بلا أطيان)!!
بإمكانك الآن أن تسمع عن جبريل إبراهيم وأركو ميناوي وعبد الواحد محمد نور باعتبارهم قادة لحركات مسلحة، حاربوا وقاتلوا لسنوات ورفضوا التفاوض.
 سطور التاريخ سوف تخبرك عن ذلك وعن الفرص والسوانح النادرة التي أتيحت لهم ولكنهم – وتحت نشوة التطلع للمستقبل- رفضوها! وتستطيع أن تتابع حركة تنقلات وسفريات جبريل إبراهيم من أديس إلي كمبالا وبالعكس أو ميناوي من جوبا إلي كمبالا وبالعكس، وعبد الواحد من باريس إلي تل أبيب!!
الأخبار (الشخصية) لحركة هؤلاء القادة متاحة لمن يرغب وحتي (أوكار ملذاتهم)، والأماكن التي يفضلونها في نيروبي وأديس أبابا معرفه للمراقبين والمهتمين بالشأن السوداني العام.
ولكن علي الجانب الآخر ستجد صعوبة بالغة للغاية إذا أردت التعرف علي قوات هؤلاء القادة وإمكانياتهم العسكرية.
مسئول إفريقي رفيع بأحدي دول الجوار الإفريقي قال لدبلوماسيين أوروبيين في محفل جري في نيروبي مطلع ديسمبر الجاري انه جلس إلي القادة الثلاثة وهم يثقون فيه ثقة عمياء – كما قال بنص لغته الانجليزية (They Trustonme) وسألهم وهم في جلسة شديدة الهدؤ والطمأنينة (عما يملكون من قوة)! وحينما لاحظ الرجل ترددهم أعاد علي مسامعهم السؤال بنبرة جادة ماذا تملكون الآن علي الأرض من قوة بإمكانها أن تصنع فرقاً Make adipperence علي طاولة التفاوض؟
وبالطبع ذهل الرجل حين أكدوا له أنهم ليسوا علي يقين أن ما يملكونه من قوة علي الأرض يتيح لهم وضعاً لائقاً في أية مفاوضات!!
احدي المنظمات الأجنبية الشهيرة أوردت في احد تقاريرها السرية أنها لم تعد تملك أية (خارطة) للحركات المسلحة في منطق دارفور كما كان الحال في السابق ورجح الخبير الذي أعد التقرير وكتبه بدقة وعناية أن تكون الهزائم المتوالية التي حافت بها، قضت تماماً علي وجودها! وأضاف (ينبغي ألا تعطي الحركات حجماً يوازي ما كان في السابق)!!
أذن من واقع ما هو علي الأرض فإن حملة جمع السلاح قد طالت الحركات الدارفورية المسلحة عبر عمليات الدعم السريع والضربات الموجعة التي أنزلتها علي هذه الحركات فقد تم نزع سلاح الحركات المسلحة في واقع الأمر قبل بداية مشروع جمع السلاح في دارفور، ثم جاءت الطامة  الكبرى حينما رأي قادة هذه الحركات كيف تم جمع السلاح من دارفور وتم إغلاق منافذ دخوله إغلاقاً محكماً، وتم نزع سلاح زعيم مستريحة نفسه، القريب من السلطة الحاكمة! بل أن القادة الدارفوريين شعروا بآلام حادة في قلوبهم وهم يرون أن الميدان الحربي الواسع النطاق في الإقليم قد خلا من السلاح، وأطفأت الأنوار وسيطرت قوات الدعم السريع علي الملعب!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق