الأحد، 20 مارس 2016

البشير في دارفور ... زيارة داعمة للاستقرار والاستفتاء

من المتوقع أن يقوم في بحر هذا الأسبوع رئيس الجمهورية المشير عمر البشير بزيارة ولايات دارفور الخمس ، ويقضي في كل ولاية زهاء اليومين الكاملين، في أطول زياراته للمنطقة طوال فترة الانقاذ ، وسيقف الرئيس خلال تلك الزيارة الطويلة علي أوضاع الولايات وظروفها وتطورات ما يجري فيها ، وبالتأكيد لن تكون زيارة الرئيس ذات علاقة مباشرة بالإستفتاء ولا غرضها تعبئة المواطنين لصالح أحد الخيارين المطروحين في الإستفتاء . وتأتي زيارة الرئيس في وقت تشهد فيه دارفور عافية في جسدها المثخن بالجراح، بعد إندمالها من اثار الحريق والدمار والخراب ، وبعدما توقفت شلالات الدم والمعارك الطاحنة ، وفتحت الكثير من الطرق بين الولايات و داخلها ، وعاد الامان والاطمئنان في مناطق جبل مرة خاصة القمم الحصينة التي كانت تلوذ بها مجموعات المتمردين وظنوها عصية علي القوات المسلحة أن تقتحمها .. ومن واقع اهتمام الحكومة بهذه الزيارة تبرز أهميتها، فزيارة البشير تأتي داعمة لاستقرار دارفور بعد هدوء الأوضاع الأمنية هناك في الفترة الأخيرة، بجانب تفقده لأحوال المواطنين المتأثرين بالحرب سابقاً، والذين عادوا طوعية الى قراهم. زيارة البشير إلى دارفور تأتي كذلك لمراجعة لخطابه الانتخابي الذي صوت له أهل دارفور في الانتخابابت الماضية، فأهمية هذه الزيارة تأتى من كون أن دارفور تمر بمرحلة استثنائية في اختيار شكل الحكم الإداري بين إقليم وولايات، فالزيارة تدل على اهتمام الرئاسة باتفاقية الدوحة وإنزالها إلى أرض الواقع.
وتم التحديد مسبقاً أن الرئيس سيقضي يومين في كل ولاية بدارفور دون أجندة محددة للتداول على أن تستمر الزيارة عشرة أيام وقطعا فأن ذلك يشير إلى اهتمامه بدارفور وإقرار منه بوجود بعض المشاكل التي يعاني منها إنسان دارفور مما يتطلب اجتماعات ولقاءات مباشرة بالمواطنين هناك بغية إيجاد حلول ناجعة لها. وواحدة من اجندة زيارة البشير لدارفور دعمه خط الاستفتاء ليمارس أهل دارفور حقوقهم الدستورية المحددة في اتفاقية الدوحة التي ألحقت بدستور المرحلة الانتقالية، وهو بذلك يشارك في مرحلة التعبئة العامة لهذا الاستفتاء وحمل المواطنين على ممارسة حقهم الدستوري أولوياته الملفات الأمنية والتي يتقدمها ملف دارفور والذي تشير التقارير العامة إلى خلو دارفور من التمرد والتمرد اصبح غير موجود إلا في بعض الجيوب في جبل مرة.
يذهب الرئيس البشيرإلى دارفور وقد حسم أمر التفاوض فى الدوحة منذ وقت طويل وقوله انهم لن يتفاوضون مع كل من يحمل سلاحا ويزعم انه يقود فصيلا، ومن اراد السلام فليأتِ الى دارفور لصنع السلام مع أهله في وقت أسمرأ فيه زعماء التمرد في دارفور،التفاوض وتعودوا على الإقامه في فنادق خمسة نجوم ( شيراتون ، فور سيزون ) بينما اهل دارفور «قابضون على الجمر»، عموما فإن أهل دارفور ينتظرون زيارة الرئيس إليهم حتى يقولوا كلمتهم في استفتاء لدارفور ويعلنوا عبره بأن دارفور هي جزء اصيل من السودان ، وستكون في القلب دائما ، وأن على الدولة ورئيسها المضي في برامجها وسياساتها لاعادتها الي سابق عهدها وتنميتها واعلاء شأنها وبسط هيبة السلطة فيها ، وستخرج الملايين في الفاشر والجنينة و زالنجي ونيالا و الضعين و الارياف و البيادر و الجبال و السهول والبوادي ، إلى مقابلة الرئيس ليحدثهم ويحدثونه حول قضاياهم العديدة والتي يتقدمها الإستقرار والسلام في هذا الاقليم الذي عانى كثيرا بسبب من يدعون النضال لكنهم في الأصل هم يقتاتون بأسم دارفور وإنسانها ويعملون على إستمرار هذه الحرب بأي ثمن حتى يتكسبوا من وراءها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق