الثلاثاء، 22 مارس 2016

سلام في يد المعارضة

اتهام الحكومة بأنها من ترفض السلام ومن ترفض التوقيع هو منهج  مستمر للمعارضة السودانية.. أضحت هذه لأزمة تبع نهاية كل جولة مفاوضات ويزاد عليها أن الحكومة رفضت حتي قبول ما وافق عليها بعض رموزها ممن يحسبون عند قوي المعارضة من (الصقور) والمعني الدكتور نافع علي نافع واتفاق نافع عقار.
أمس في أديس أبابا انتهت هذه الحجة ووقعت الحكومة من طرفها وتنتظر ما ستتوصل له القوي المعارضة مع ورقة الوساطة التي سمعت وقرأت من الطرفين ثم عمدت إلي وضع ورقة من جانبها لتوقع عليها الأطراف.
الحجة بأن السلام الاتفاق عليه يتم التوصل له عبر حوار الطرفين ومنهما مباشرة ربما تنفع حجة جدلية ولكنها ليست حجة يمكن أن تقابل بها قوي سياسية حريصة علي السلام نقطة فارقة وتوجها جديداً في قضية السلام والتفاوض.
السودان الآن بحاجة لسلام وإذا نظرنا إلي موازين القوي فإن ما يمكن أن يؤدي إلي رفض الحكومة للتوقيع أكثر من الذي يدفعها له.. عسكرياً وضعها أفضل في الميدان سياسياً هي تواجه معارضة مشتتة وخارجياً تنفتح الحكومة كل يوم وآخرها التطور في العلاقة مع ألمانيا وقبلها الخليج.
وأمريكا قاطعت كوبا خمسين عاماً وعادت لتصالحها ويزور رئيسها هافانا مصطحباً أسرته ورجال أعماله ورجال حكومته.. التعويل علي الخارج لم يعد الموقف المأمون، بل التعويل علي الشعب السوداني  هو الأمل النافع.. وطالما أن القوي المعارضة ظلت تتحدث دوماً أنها تعبر عن الشعب السوداني وأنها تعمل لأجله وتحوز رضاه فهي اليوم أمام فرصة أن تعود عبر اتفاقية تم التوقيع عليها في الخارج ليس كما  تطالب الحكومة، بل كما تريد القوي المعارضة.
الكرة اليوم في ملعب المعارضة لتنقل السودان إلي مرحلة جديدة بسلام يؤسس لانطلاق سياسي واجتماعي جديد..
إذا لم تفعل المعارضة ما يرجي منها اليوم فإنها ستكون قد أكدت أنها خذلت الشعب السودان الذي يحتاج السلام بعد كل هذه السنوات من الحروبات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق