الاثنين، 4 يناير 2016

السودان.. خطوات للأمام رغم جاهلية المقاطعات!!

قبل عدة سنوات حملت أحدى الصحف العالمية لوحة مرسوم عليها صورة "أفريقيا" القارة السمراء وكتب على اللوحة تعليق يقول : "أفريقيا مستقبل العالم"!!
الرئيس الليبي السابق معمر القذافي، أدار ظهره للعالم العربي دون سابق إنذار واتجه بكل ثقله "المالي والسياسي" واتجه إلى إفريقيا وصرف عليها الأموال الضخمة ووقف تحت أشجار غاباتها وغسل جسده بماء "المطر" وغنت في حضرته "حسناواتها"!!!
كل جميل "ممكن" في أفريقيا وكل خيرات الأرض والطبيعة في متناول اليد فالأرض "ولود" تنمو نباتاتها تحت السحب والغيوم والمطر!!
لكن تظل إفريقيا أوطاناً "مجروحة" بالحروب والفقر ومحاصرة "بالأطماع" الدولية المتولدة من محاولات السيطرة عليها بالتبعية أو الاستعمار!!
الدول العظمى جربت كلها استعمار الدول الأفريقية وعندما خرجت من "الباب" عادت عبر "الشباك" باستعمار غير مباشر ولكن تولدت حركات التحرر الوطني وظهر "زعماء" وقادة تاريخيين أمثال عبد الناصر وجومو كنياتا ومانديلا وغيرهم ثم برزت اتجاهات في استخدام "الإرادة الوطنية" في تنمية دول وشعوب القارة وهذا بالطبع لم يعجب المستعمر.. فظهرت سياسة "العقوبات الاقتصادية" والمقاطعات والحصار كأدوات يحاول بها المستعمر "قطع أنفاس" الدول الإفريقية!!
وكان ما كان من "عداءات معلنة" لكل نظام حكم في أفريقيا يشق "عصا الطاعة" على الدول الاستعمارية.. ومن هنا يبدأ التفكير في إسقاط النظام عبر وسائل "التضييق الاقتصادي" ولنا المثل هنا في دول مثل ليبيا ومصر عبد الناصر والسودان اليوم وغيرها!!
العقوبات تجر الآن على إفريقيا الكثير من "الويلات" فالتنمية في النفق الضيق واحتياجاتها العصرية في سجن الاستعمار والبني التحتية في حالات يرثى لها..ومن يدفع الثمن هي شعوب القارة ونحن قد "تعجب" ونصاب بالصدمة حينما نرى "دولة عظمى" مثل أمريكا مرجواً منها أن تساهم في نهضة الشعوب وتنميتها، فإذا هي تتحول "لبعبع" يمتص دماء شعوب ودول افريقية لا ذنب لها غير رغبتها في حكم نفسها بإرادتها!!
من الخرطوم،صدرت نداءات كشفت عن الآثار السالبة للعقوبات الاقتصادية "المفروضة" على الدول الأفريقية التي أصابتها بالإعياء الاقتصادي ومنعتها من تقديم "إسهامات جيدة" في مجالات رفاهية شعوب العالم إضافة لحرمانها هي ذاتها من "النهضة" والتقدم وهي نداءات تسطع في "منعطف حرج" تزداد فيه مساحات الجوع والحروب في مناطق كثيرة من العالم، فكيف يا ترى يرضى صناع "المقاطعات" لأنفسهم أن يكونوا واحداً من أسباب شقاء هذا العالم؟!
ويظل السودان وطناً غير قابل لأي "إرهاق" قد تجره أوجاع اقتصادية ومشكلات تنموية، بل هو وطن للإبداع والنجاح حتى إن تكاثرت "نغمات الإحباط" وصيحات "المتشائمين" الذين يحاولون عبثاً إظهار هذا البلد وكأنه وطن "عقيم" غير قادر على صناعة أي نجاح!!
مسارات التنمية التي تفتقت في ظل ظروف اقتصادية حرجة يعاني منها السودان أربكت حسابات أرباب المقاطعات والعقوبات وها هو السودان يستمر في انجاز الكثير من مشروعات التنمية "بكد الكوع" والصبر والإصرار على أن يظل هذا البلد آمناً شبعاناً ولو كره صناع المقاطعات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق