الاثنين، 4 يناير 2016

دعوة لكل من ينوي الهجرة انتظار مخرجات الحوار

هنالك تصنيف عالمي للدول، الدول الناجحة وهي الدول المتقدمة ممثل أوربا، وهنالك دول أقل نجاحاً هي دول آسيا، وجنوب شرق آسيا، تسمى النمور الآسيوية، وهنالك دول فاشلة، هي أفريقيا، وقال الشاعر محمد محمد علي: أفريقيا طوت الظلام وودعت، وهو لم يكن صادقاً في أنشودته، بل يتعاطف مع قارته، التي لم تخرج من حرب، إلا وتستقبل حرباً أشرش من الأخرى.
الدولة الناجحة هي التي تهتم بالعلم والعلماء، وتضعهم في أولى أولوياتها لكي تزدهر وتتقدم، أما الدول التي كانت تهتم بالعلم والعلماء فهي فاشلة بكل المقاييس، وهذه المشكلة تعاني منها السودان، الصحف السودانية كل يوم تخرج لنا بخبر جديد عن الهجرة الأعلى، وهي هجرة العقول من أساتذة الجامعات، والأطباء والمهندسين المميزين، ومعلمي مدارس الأساس، والثانوي، والكثير من المهن التي تكون البلاد في حاجة ماسة لها، في هذا المقال أوجه الدعوة لكل من ينوي الهجرة إلى خارج البلاد أن ينتظر قليلاً، ماذا يحدث بعد مخرجات الحوار الوطني الجاري بقاعة الصداقة بالخرطوم، لأنها خطوة تاريخية في السودان لإصلاح السياسات التي صاحبت مسيرة البلاد قبل الاستقلال، وهي البذرة التي بذرها المستعمر لاشعال نيران الفتنة بين أبناء الشعب الواحد، لأن هذا الحوار منذ بداياته تفاعل معه كل الشعب السوداني وخاصة أبناء المناطق التي مزقتها الحروب، جنوب النيل الأزرق، وجنوب كردفان «جبال النوبة»، دارفور وكل ألوان الطيف السوداني، والحروب التي دارت في هذه المناطق، تأثرت بها كل مناطق السودان، لأن الأموال التي من المفروض أن تذهب إلى التنمية ورفاهية الإنسان السوداني، توجه إلى ميزانية الحرب، لأن الحرب والتنمية ضرتان لا تسيران في خط واحد، لا بد للحرب أن تضع أوذارها ثم تأتي مرحلة التنمية والإعمار ورفاهية الإنسان، أنا متفائل جداً، بأن يخرج  الحوار الوطني الجاري بسلام شامل يسعد كل الشعب السوداني، بالداخل والخارج والشعوب الشقيقة الصديقة ويعود أبناء السودان الذين خرجوا منه غاضبين، ويتعاهدوا على أن لا يعودوا للحرب نهائياً، ويسموا عن الخلافات الحزبية الضيقة، وتبدأ صفحة جديدة في تاريخ السودان ناصعة البياض وهي التنمية،  والتقدم، والإزدهار العلمي والتكنولوجي، وتصبح البلاد سيدة الدول إن شاء الله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق