الأحد، 3 يناير 2016

2016م.. عام الذهاب شرقاً إلى روسيا..!

حضور الوفد الروسي العالي المستوى إلى السودان مؤخراً وتوقيع 14 اتفاقية اقتصادية ملزمة للطرفين هو رسالة واضحة ان السودان سوف يذهب بعيداً في علاقاته مع روسيا العام 2016م.
وهذا أيضاً معناه إن السودان سوف يتجه شرقاً للمرة الثانية بعد الاتجاه للصين بحثاً عن صداقة الشعوب وبحثاً عن المصالح الاقتصادية، والشيء المفرح في هذا الجانب هو إن السودان أخيراً فهم الرسائل العالمية وما يدور في المشهد العالمي وهو إن كل (الحراك) الذي يجري على المشهد العالمي هو حراك (مصالح) وليس هناك شيء مجاناً لذلك كان يجب الانفتاح على دول العالم بلا حدود أينما توجد مصالحه الاقتصادية.
فقد انتهي زمن المعسكرات والايديولوجيات والانحياز الاعمي وبقي فقط سائداً هذه الأيام (المصالح) والمصالح ولا غير هو صراع مصالح قومية وذاتية وما يحدث من هبوط أسعار النفط عالمياً هو تخطيط مصالح لجهات ما وكل ما يحدث في قمة المناخ ورفض البعض توقيع اتفاقية جديدة هو رفض من اجل المصالح، لذلك فمن المتوقع إن يكون اللقاء الروسي السوداني بعد الصداقة الشعبية هو لقاء تبادل منفعة.
فالدولتان متشابهتان في الظروف وضحيتان للحصار الأمريكي الأحادي، وروسيا هي أيضاً تتعرض حالياً لحصار أوربي جائر فكلاهما محاصران ويحتاجان لبعضهما البعض السوداني يبحث عن الاستثمار في الشرق، ويبحث عن أسواق لمنتجاته ولو كانت ضعيفة.
وروسيا تبحث في أفريقيا عن موطئ قدم وتبحث أيضاً عن استثمارات وأسواق لشركاتها ولمنتجاتها الصناعية والزراعية الكل في حالة بحث عن بعض المصالح ويجمع الدولتين وهنالك شيء آخر هو جامع بين الدولتين أيضاً وهو أن السودان لديه موردان هامان هما (النفط والتعدين) عن الذهب وتنقصه الاستثمارات.
فيما روسيا لديها الخبرات في النفط والغاز عبر شركتين (غازبروم) العملاقة وشركة (روسنفط) ولديها عدد كبير من شركات التنقيب عن الذهب والمعادن الأخرى وهذا الشيء هو جامع للدولتين طالما أن طرفاً لديه (الموارد) والطرف الآخر لديه الخبرة وهو ما يشجع تلقائياً لمزيد من التكامل والتعاون إذن فان عام 2016م هو عام روسيا في السودان أو هو عام عودة روسيا إلى السودان بعد 40 سنة من المغادرة تعود روسيا عام 2016م إلى السودان لتعمل جنباً إلى جنب مع الصين في قطاع النفط والغاز وفي مربعات التعدين عن الذهب والكروم والحديد والنحاس.
فالدولتان يجمعهما (الاقتصاد) ولكن ربما لا تعيران السياسة اهتماً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق