الأحد، 3 يناير 2016

جبريل وعقار.. الهزيمة بيان

أصدرت الرئاسة المزدوجة لتحالف التمرد المسمى الجبهة الثورية بيانين منفصلين بتوقيع مالك عقار بصفته رئيسا للحركة الشعبية والجبهة الثورية والآخر بتوقيع جبريل إبراهيم بصفته رئيسا للجبهة الثورية بمناسبة الاستقلال المجيد.
والغريب أن البيانين تحدثا عن الحل الشامل! ولا أدري لماذا تصر الحركات على التحدث باسم تحالف الثورية والطلاق بائن وواضح وهي تصدر بياناتها بطريقة ريسين في مركب (غرقانة) في غرق أكثر من الذي فعله عقار بحديثه إلى الرفاق في نداء السودان ومنظمات المجتمع المدني؟ وأولئك الرفاق كتبوا بيانا مماثل بلغة مختلفة ونداء مختلف ومفردات مختلفة وكل شيء مختلف .
الملاحظة المهمة في البيانين هي التركيز على الوضع الاقتصادي والخدمي وخلل الاقتصاد المتسببة فيه الحرب الأهلية وانفصال الجنوب وعقار وحركته شركاء بالأصالة في هذا الوضع الاقتصادي، بل وزاد عليها مواصلة التمرد. وهنالك نقطة جوهرية في الفرق بين بياني جبريل وعقار هو أن جبريل ذهب إلى مسببات البنك الدولي وشروطه حسب وصف البيان، بينما  اتجه عقار نحو عاصفة الحزم والهتافية السياسية..
تحاول قيادة الحركة الشعبية أن تتجاوز محطة الحرب التي أشعلت نيرانها على مدى 45 سنة  من إجمالي سنوات الاستقلال وفي 15 عاما التي كان سلام أديس أبابا وسلام نيفاشا وجهت الأموال لإنقاذ ما دمرته الحرب هنالك.
وعلى هذا فإن تجار تلك الحرب الذين جعلوا من السودان ساحة حرب في دارفور وجنوب كردفان والجنوب من قبل غير جديرين ولا أهل للحديث عن التردي الاقتصادي، لأن مسغبة الشعب السوداني جاءت من واقع الحرب بأجندات متحركة .
في بياني الجبهة الثورية رسائل محددة إلى من يهمه الأمر حيث جاء بيان عقار لداخل حركته المتصارع على أنغام التقارب الذي أحدثته المفاوضات غير المباشرة، خاصة وأن البيان أشار لمنجزات 2015 وهيكلة الحركة وقرارات أغسطس الماضي، وتصلح مساجلات أبكر آدم إسماعيل ومبارك أردول في أوقات سابقة لقراءة البيان من زاوية أخرى، الرسالة الأخرى إلى قوى نداء السودان. أما بيان جبريل فرسالته الوحيدة إلى قوى نداء السودان والحلفاء بأنه الممثل الشرعي لرئاسة الجبهة الثورية والداعي للحل السياسي الشامل بعد فصل تيار الرئيس السابق مسار الحل الجزئي. على العموم بيانا مالك عقار وجبريل إبراهيم بصفة رئيس الجبهة الثورية هو رسالة واضحة على هلامية وارتزاقية تلك الحركات وأنهم لا يتفقون على رئاسة جبهة فكيف يتفقون على رئاسة وطن وبلد؟ قال حل شامل وإجماع!! من يقرأ بياني عقار وجبريل يصل إلى حقيقة واحدة هي أن الجبهة الثورية ونداء السودان متعلقات شخصية لتاجر البندقية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق