الأربعاء، 20 يناير 2016

مرافعة متجددة لصالح الحكم والوطن والشعب!!

قالت ألسنة المجالس الخاصة يومذاك حينما نوى الإمام الصادق المهدي الخروج من السودان قبل عدة سنوات بلباس الجهاد المدني، قالت الألسن أن د. الترابي كان علم بنية الصادق المهدي، فقدم نصيحته للسلطات الحكومية بإفساح الطريق له ليتمكن من الخروج.. حجة د. الترابي تقول أن وجود الأمام الصادق في الخارج سيضعف موقفه وأثره في الداخل ولن يستطيع أن يحرز أي كسب سياسي على عكس ما ظن البعض بأن الصادق قد يتمكن من تجميع المعارضة في الخارج لتعمل مجتمعة ضد النظام.. في النهاية صدقت نبوءة د. الترابي وكان أفضل حصاد ناله الإمام هو عودته لأرض الوطن بلا متاعب توقع البعض أنها ستحاصره في الداخل!!
كل التاريخ السياسي للمعارضة السودانية يثبت إن خيار المعارضة في الخارج، لم يثمر في يوم من الأيام شيئاً وظلت كل المكاسب المرجوة في الخارج مؤجلة أو هي قابعة في دائرة الحلم.. فكانت العودة الطوعية أو عبر التفاوض هي الرابحة في نهاية الشوط الأخير من رحلة الخارج!!
لا مكان في كل الدنيا يسع أي معارض غير وطنه وفي السودان ظلت رغبة الأنظمة المتعاقبة في عودة المعارضة المهاجرة، أقرب لها ولهم من عدم الرغبة، ولعل هذا يفسر الموقف اليوم من الإمام الصادق المهدي، فالرغبة في عودته تبدو أكثر مساحة وحضوراً من أي رغبة أخرى، وها هو الرأي الكاسح وسط قيادات الدولة يقول صراحة أن عودة المهدي تمثل دفعة قوية لمجريات الحوار الوطني!!
أطراف من المعارضة تحاول استثمار وجود الإمام الصادق بينها وفي ذات الوقت لا تخفي عدم ثقتها فيه.. وربما تكرر سيناريو ما بعد انتفاضة ابريل حينما هتفت أطراف معارضة ضد الإمام ودعت صراحة لإيداعه سجن كوبر!!
عودة الإمام الصادق مكسب له قبل أن تكون مكسباً للنظام.. على الأقل الوجود بين الأهل والعشيرة يحقق الكثير من الأرباح الاجتماعية والسياسية!!
وجود الإمام الصادق في صف عناصر مسلحة خارجة على الشرعية يقلل من أرصدته السياسية في الداخل فالصادق يرفع شعار السلمية ولا يحبذ أن تختلط السياسة برائحة الدم!!
التاريخ السياسي للمعارضة في السودان لم يسجل في يوم من الأيام نصراً لأي قوة مسلحة خارجة على الشرعية أمام جيش السودان!!
افتحوا الأبواب أمام عودة الإمام الصادق وتسهيل إفلاته من وحل الخارجين عن الشرعية من أولئك الذين يحملون السلاح ويحاولون الوصول للخرطوم عبر سيلان الدماء!!
إبان السنوات الأولى لحكم الإنقاذ وعندما اختار التجمع المعارض العمل المسلح ضد النظام رفض الصادق المهدي ذلك الخيار حتى لا تقع المعارضة في وحل قتل الأبرياء من أبناء هذا الشعب.. ونفد بموقفه من أولئك المتحمسين للحرب!!
ذات الموقف هو ذات الخيار الذي يمضي به الصادق المهدي في مسيره السياسية الآن التي تجعل منه رقماً معارضاً مهما يتوجب على الحزب الحاكم والدولة أن يسعيان لتعبيد الطريق أمامه ليلتحق بالحوار الوطني!!
مهما يقال فإن للصادق المهدي شعبيته المعتبرة في الداخل.. وهؤلاء سودانيون بوطنية عالية.. عودة الصادق المهدي تعني ضم هذا الجمع الكبير لخيار المرحلة الجديدة لبناء الوطن.
لا غنى لنا عن أي سوداني فالوطن في حاجة لكل أبنائه وكل منا قادر على أن يقدم عطاء..
أجعلوا شعار "لم الشمل الوطني" اللافتة الأعظم للحوار الوطني الكبير الذي ينتظم الآن.. كفانا المقولات الركيكة التي تنطق بمفردات مثل "نريد هذا ولا نريد ذاك".. فالسودان لكل السودانيين والشراكة الواسعة في الحكم هي المخرج نحو السودان الجديد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق