الأحد، 3 يناير 2016

الذكرى الستون للاستقلال كانت فرصة..!

ذكرى الاستقلال واستهلال العام الميلادي الجديد (2016)، شكلا فرصة طيبة للسيد الرئيس المشير "البشير" ونظامه الحاكم لمخاطبة الرأي العام والجمهوري بما يحدث نقلة في الخطاب السياسي وتلقيه.. ففي معرض الخرطوم الدولي في خواتيم شهر ديسمبر 2015م كان احتفاء ديوان الزكاة بولاية الخرطوم ووزارة التنمية الاجتماعية بتمليك المشروعات الإنتاجية للفقراء والمساكين، وهو ما اعتبر وثبة بحق وتطوراً لم يشهده ذلك القطاع من قبل، فجاز تكريم من قاموا بذلك إدارة عليا وأمانة عامة خلافاً لما يقال عن الفساد والاعتداء على المال العام والذي خصصت له مفوضية خاصة في وزارة العدل السودانية.
المشروعات التي نفذت للأسر الفقيرة وذات الاحتياجات الخاصة بلغت قرابة الثلاثة آلاف وثمانمائة مشروعاً في العام 2015م بما فيها تدريب المستفيدين ومشاريع استقرار الشباب حسب ما جاء في المعلومات التي أتيحت للحضور في ذلك الاحتفال والعرض لإنتاج من شملتهم المشروعات.
وفي ذات الفرص التي اتاحها الاحتفاء بذكرى الاستقلال الوطني كان لا ريب خطاب السيد رئيس الجمهورية (المرتجل) والشامل والذي ينم عن أن السيد الرئيس (يحفظ لوحة) كما يقولون. فقد كان فيه من المبادئ ما ذكر وأمن عليه ومن التطمينات وتهدئة الخواطر ما يحدث الطمأنينة والثقة.
فالسيد الرئيس أعلن بمناسبة الاستقلال إلا صوت يعلو فوق صوت الوطن.. والبناء الوطني لا يكتمل إلا بمناقشة القضايا الكبرى. وقد كان في ذلك إشارة إلى انطلاقة الحوار الوطني والمجتمعي الشامل الذي أكد على أن مخرجاته والعمل بها عهد نوثقه مع الله عز وجل.
وعلى ذكر الحوار فقد أعلنت المشير "البشير" مرة أخرى تجديد وقف إطلاق النار لشهر آخر أسوة بمد فترة الحوار لشهر أيضاً، وهو بذلك يخاطب حاملي السلاح وغيرهم من المعارضين الممانعين للحوار، وتمديد أجل إطلاق النار والحوار كلاً لمدة شهر واحد، يعني أن الانتظار إلى ما لا نهاية ليس ممكناً..!
تلك نقطة مركزية وعلى من يعنيهم الأمر ترتيب أوضاعهم واتخاذ قرارتهم، لا سيما وأن "البشير" أشار إلى أن الحكم :
تجاوز الانهيار الاقتصادي بعد الانفصال. والخطة الخمسية تعتمد مبدأ دعم الإنتاج من أجل الصادر وسد الفجوة في الميزان التجاري.
والبلاد – حسب  ما جاء في خطاب ذكرى الاستقلال – تنعم بالأمن وسط عالم ملئ بالإضطرابات الأمنية والسياسية ولها علاقات خارجية اتسمت بعدم التدخل في شؤون الغير احتراماً لسيادة الدول.. بل صار السودان وسيطاً مقبولاً إقليمياً ومنفتحاً ومتوازناً مع العالم الخارجي في إشارة إلى "الصين" و"الهند" والدول العربية والأفريقية، فالكثيرون ينتظرون الكثير المفيد من علاقاتهم مع جمهورية السودان.
هناك الآن جمهورية (جنوب السودان) التي هرع السيد وزير خارجيتها للمشاركة في الاحتفال بعيد الاستقلال، وذكر في ذلك الإطار أن الجنوب يسعى إلى علاقات جوار آمنة ومنتخبة وعامرة بالإخاء مع جمهورية السودان الأمر الذي ربما بدأ البحث بشأنه اليوم (الأحد) 3 يناير 2016م.
لقد كانت مناسبة الاحتفاء بالذكرى الستين لعيد الاستقلال فرصة طيبة لأن يسوق النظام الحاكم نفسه ويخاطب الرأي العام بما يعين على الطمأنينة ويخدم أهداف الاستقرار والتطور والتنمية.
والذي نتطلع إليه في هذا الإطار والخصوص هو أن يدرك الآخرون ما جاء في الخطاب العفوي والتلقائي الذي عبر عن إدارك السيد رئيس الجمهورية لمهامه وثقته بأطروحاته وأجندته السياسية والوطنية، فضلاً عن أن هناك منجزات العام المنصرم (2015) ما يستدعي الانتباه بما اشتمل عليه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق