الأحد، 3 يناير 2016

عبد الواحد محمد نور.. عشرة أعوام من العُزلة!!

عبد الواحد محمد نور بحركته المسلحة التي تتخفى وتتحاشى المواجهة في أنحاء معروفة بجبل مرة – شمال دارفور – من أكثر قادة الحركات المسلحة الدارفورية إثارة للشفقة!!
الرجل ظل الوحيد الذي بقى معزولاً تماماً، إذ أن آخر عهده بالمفاوضات كان في أبوجا العام 2006، ويومها كانت كل الدلائل تشير إلى أن عبد الواحد بات قريباً من التوقي على إتفاق أبوجا وقيل أيضاً أنه كان بالفعل قد وصل إلى قناعة بالتوقيع على اتفاق سلام لولا تحذيرات خارجية مجهولة وقفت حائلاً دون توقيعه. الآن أمضى الرجل ما يجاوز الـ(10) أعوام من العزلة!! لا يتقبل دعوة للتفاوض. ولا يشارك في أي عملية حوار. ليست لديه رؤى وأطروحات سياسية نتفق أو نختلف فيها معه. ليس لديه تنسيق جاد مع القوى الأخرى المسلحة وحتى وجوده في ما كان يسمى بالجبهة الثورية كان لأسباب (أيدلوجية) بحكم إنتماؤه المعروف وقت أن كان طالباً بالجامعة للجبهة الديمقراطية! بل أن وجود عبد الواحد في الجبهة الثورية ظل وجوداً (شكلياً) وربما نتاج ضغوط خارجية إذ لم تعرف له مواقف أو آراء يؤوبه لها طوال السنوات الأربعة من حياة الجبهة الثورية.
أما فيما يخص العمليات العسكرية، فإن حركة عبد الواحد من أكثر الحركات الدارفورية إثياراً للسلامة ومحولة الإحتفاظ بنفسها سليمة، إذ تشير العديد من الأبناء بولاية شمال دارفور أن حركة عبد الواحد تتخذ لنفسها، كهوفاً، وأماكن وعرة ترتكز فيها شرق جبل مرة. وفي أحيان كثيرة يصطدم منسوبوها بالأهالي والسكان المحليين.ونظراً لقلة الدعم اللوجستي في الآونة الأخيرة فإن بعض أفراد حركة عبد الواحد يلجأون إلى أعمال النهب والسلب وممارسة شتى صفوف الجريمة من أجل الحياة والبقاء! بعض أفراد حركته ونظراً للواقع الشبيه بمعسكرات الاعتقال وصرامة التعامل وشدة العقاب في حالة ارتكاب أدنى خطأ اضطروا للهرب والفرار! ويعتقد أحد أبرز خبراء الحركات المسلحة القريب منها بمدينة الفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور، أن حركة عبد الواحد من أكثر الحركات الدارفورية فقداناً للعناصر المنتمية إليها.
ويضيف ربما كانت تأتي في المرتبة الأولى على الاطلاق من بين كل حركات دارفور المسلحة في فقدان العناصر والأفراد بصفة يومية رابتة! يعزي ذلك إلى المعاملة القاسية وافتقار معسكراتها لأدنى المقومات الأدمية! بل حتى القادة الميدانيين وكبار المسؤولين في الحركة لا يسمح لهم إبداء الآراء في أي شأن من الشؤون وهنالك الكثيرين ممن جرى أعدامهم بقسوة جراء حديثهم عرضياً عن إمكانية التفاوض مع الخرطوم!!
وفي اجتماع حديث انعقد في 9 ديسمبر 2015 بمدينة (منونو) ضواحي العاصمة اليوغندية كمبالا وحضرة (18) من قادة الحركة، فإن رئيس الإجتماع لم يفعل سوى أن (نقل) للحاضرين (تعليمات) رئيس الحركة الخاصة بموضوع الإجتماع بل أن الرجل وصل إلى حد إنتزاع الأوراق والأقلام التي عادة ما يضعها القادة أمامهم في الاجتماعات الراتبة لتدوين ما يليهم من وقائع بغية تذكرها!!
ان مضي (10) أعوام والرجل ما يزال في ذات نقطته الأولى، رافضاً التفاوض، متحاشياً القتال، متخوفاً من مواجهة مباغتة ربما تكلفه ثمناً باهظاً مع قوات الدعم السريع، ومراهنته – التي تجاوزها الزمن وتجاوزتها الأحداث – على المقيمين بمعسكرات النازحين.
كل هذه العوامل والمعطيات جعلت من عبد الواحد محمد نور وحركته المتآكلة، قائداً معزولاً منقوص التقدير السياسي فاقداً لأبجديات المناورة السياسية!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق