الاثنين، 4 يناير 2016

سياسيون في "الواتس".. دعوة للتسامح..!

الناظر إلي المشهد السياسي السوداني بعمق وبعين فاحصة، سيلحظ أنه يحفل بممارسات حزبية، لا تخلو من شطط في المواقف وربما في الخصومة.
وذاك أمر – في ظني وتقديري – يبعث علي القلق، خاصة أن الجفوة المجتمعية بين المكونات السياسية آخذة في التمدد، لدرجة أن غالبية الفاعلين في المشهد السياسي السوداني، أضحوا ينظرون إلي الآخر بعين التجريم علي الدوام.
أقول ما تقرأون لأنني كثيراً ما قرأت مداخلات لبعض قادة الأحزاب في تطبيق التواصل الفوري "واتساب" نتضح بالعداء لمن يخالفونهم الرأي، بل إن بعض آراء السياسيين في "قروبات الواتس" تكشف عن اعوجاج كبير في المفاهيم ذلك أن الاعتراف بالآخر أضحي حلماً ناهيك عن احترامه.
ومع أن مثل تلك المنابر خصصت أصلاً لتبادل المعارف والرؤى والأفكار إلا أن البعض سخرها للنيل من الآخرين والتعريض بهم.
لدرجة أن بعض السياسيين لا يدخرون جهداً في استفتاه مواقف خصومهم، وتلك حالة تعكس حقيقة  الأزمة التي نعيشها وتبرهن علي أن المشكلة الرئيسية تمكن في المفاهيم وليست في الأطروحة السياسية أو الأحزاب التي ترفعها.
وعن نفسي، أحزن كثيراً لبعض مواقف قادة العمل السياسي في السودان وتتملكني غاشية من الأسى، لما صار إليه حال بعض قادة القوي السياسية، ممن برعوا في التقليل من نظرائهم في الأحزاب الأخرى، أما قمة الألم فهي أن تري هذا السباب وهذه اللغة التجريمية المعطونة في بحر التخوين والاتهامات تتسيد منصات الحوار ومنابر النقاش.
ولست معنياً هنا – تحديداً – بالحديث عن المواقف السياسية لقادة الأحزاب، لأنني ضد خيارات الآخرين بقدرما إنني موجوع لبعض المواقف الشخصية، التي جعلت من الصورة النمطية عن الإنسان السوداني تهتز كثيراً، وتتراجع إلي مراتب متأخرة.
وكل  ذلك بسبب الجفوة غير المبررة بين السياسيين، حتي أوشك ذلك أن يكون قائداً إلي قطيعة بين الفرقاء السياسيين.
المفزع في القصة كلها، أن العلاقة الرخوة بين منسوبي المكونات السياسية، كادت أن تمتد حتي إلي المكارة والملمات .
فبعدما كنا نباهي ونفاخر بأننا شعب متسامح وإن الفرقاء السياسيين – عندنا – يتزاورن في الأفراح والأتراح، أًبحنا أسري للقطيعة السياسية، حتي أن الكثيرين تخونوا من أن تموت سمات التلاقي والتصافي التي كانت تتجلي في أحزان السياسيين، فكثيراً ما رأينا قادة ومنسوبي أحزاب اليسار يتسابقون إلي عزاء منسوبي أحزاب اليمين، والعكس حادث بالطبع.
نهاية الحديث، نحن بحاجة إلي أن ننأى بالمواقف الحزبية والسياسية عن العلاقات المجتمعية والمواقف الشخصية.
فليس من المعقول أن تتحول المنابر الحوارية في مواقع التواصل الاجتماعي إلي ساحة لانتقاض قدر الآخرين، لمجرد الخلاف في الرؤى والأفكار وليس من المنطقي أن تنبني المواقف الشخصية من العقيدة والاتجاه السياسي، حتي تحول الأمر إلي علة تتجلي في عدد من المنابر الحوارية في تطبيق التراسل الفوري "واتساب".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق