الخميس، 7 يناير 2016

قوات الدعم السريع، المغزى والمشروعية!

عند ذيوع صيت قوات الدعم السريع إثر النجاحات المضطرة التي ظلت تحققها على كل جبهات القتال خاصة في اقليم دارفور وجنوب كردفان ثارت ثائرة بعض القوى المعارضة، بل إن بعض قادة الاحزاب المعارضة مثل السيد الصادق المهدي زعيم حزب الامة وابراهيم الشيخ رئيس المؤتمر السوداني هاجموا هذه القوات ووجهوا لها إتهامات غير صحيحة واتخذوا من هذا الموقف -(غير الوطني)- بطولة سياسية زائفة سرعان ما تكشفت حقائقها عند مواجهتهم باجراءات قضائية، وضعتهم في موضع الخيانة الوطنية.
كان واضحاً ان هؤلاء القادة المعارضين منزعجين للغاية جراء النجاحات والانتصارات التي حققتها هذه القوات، فهي تعني بلا أدنى شك أن الحركات المسلحة سوف تمضي باتجاه التلاشي والإنقراض، ومن ثم لن يكون بوسع هؤلاء الساسة المعارضين ان يناوروا بشيء ذي قيمة.
المؤسف هنا أن هؤلاء الساسة المعارضين وقعوا في محظورين أساسيين: المحظور الاول أنهم حاولوا تثبيط همة قوات سودانية تتبع للجيش السوداني تقاتل أعداء يقاتلون الدولة السودانية ويستهدفون مواردها، وهو موقف مذموم سياسياً ومنزوع القيمة الوطنية وليس له مبرر على الاطلاق!
المحظور الثاني أنهم هاجموا هذه القوات من منطلق ممالأتهم للحركات المسلحة وإستقوائهم بها أملاً في ان تحقق لهم هذه الحركات -بالسلاح- ما عجزوا عن تحقيقه هم بالسياسة!
الفريق أول محمد عطا، مدير جهاز الامن والمخابرات في السودان اعطى تفسيراً منطقياً وإيضاحاً مبسطاً لإنشاء قوت الدعم السريع، لو ان هؤلاء القادة المعارضين كانوا قد انتبهوا له لما كانوا قد وقعوا فيما وقعوا فيه. مدير جهاز الامن السوداني قال في الحوار النادر الذي أجرته معه صحيفة السوداني مؤخراً أوضح ان مشاركة قوات الجهاز في العمليات التي يقوم بها الجيش السوداني منذ قديم الزمان كانت أمراً معتاداً ومعروفاً وقد استشهد منهم كثيرون في العديد من هذه العمليات.
ويشير الرجل الى ان التكتيك الذي تستخدمه الحركات المسلحة أنها تدفع بمجموعات صغيرة ولكنها تنتشر في مساحة واسعة مما يجعلها عمليات مصنفة ضمن (عمليات الامن الداخلي) ومن ثم فإن افضل مجموعات قتالية يمكن ان تواجهها في هذا الخصوص، هي قوات من الأمن، تتخذ ذات التكتيك وهو التمتع بخفة الحركة والقدرة على الانتشار الواسع النطاق!
ليس ذلك فحسب، الفريق عطا يسوق منطقاً سياسياً أكثر قوة حين يتساءل عن أن احداً لم يعترض من هؤلاء القادة المعارضين على مشاركة فئات مثل الطلاب والموظفين في العمليات فلماذا الاعتراض على مشاركة افراد جهاز الامن؟ بالطبع ما من أحد يملك اجابة منطقية لهذا التساؤل.
وعلى ذلك فإن قوات الدعم السريع التي أثبتت كفاءتها القتالية بدليل انحسار وتلاشي العمليات التى كانت تقوم بها الحركات المسلحة في مناطق عديدة، هي في الواقع قوات سودانية تعمل تحت امرة الجيش السوداني، وتجيد عمليات الامن الداخلي، ما من مبرر لتوجيه الانتقادات لها إلا من باب الكيد السياسي، وهو كيد للأسف الشديد لا يصلح في مثل هذه القضايا الوطنية الخطيرة القائمة على التضحية بالدم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق